ليس ما يجري على الساحة العربية اليوم وليد ساعته، ونتيجة طبيعية لتفجُّر غضب الشعوب على حُكّامها الذين اغتالوا كل شيء ونهبوا كل شيء. فالأمر أبعد من ذلك، وله جذور تمتد إلى مطلع القرن العشرين. حيث لعب الإنكليز والاستخبارات الأميركية والفرنسيون والروس أحياناً ولا يزالون يلعبون...
ليس ما يجري على الساحة العربية اليوم وليد ساعته، ونتيجة طبيعية لتفجُّر غضب الشعوب على حُكّامها الذين اغتالوا كل شيء ونهبوا كل شيء. فالأمر أبعد من ذلك، وله جذور تمتد إلى مطلع القرن العشرين. حيث لعب الإنكليز والاستخبارات الأميركية والفرنسيون والروس أحياناً ولا يزالون يلعبون لفرض الهيمنة على الشرق الأوسط بكلِّ مُقدِّراته وكأن العالم لعبة شطرنج جيوبوليتيكية بين أيديهم. نشروا شبكات جاسوسية متقنة. حاربوا انتشار الشيوعية وأفرغوها من فاعليتها. دعموا الحركات الأصولية والعصابات. ناصروا زعيماً وناصبوا آخر العداء. ثم بدّلوا الأدوار. حرّضوا فئة على فئة ومذهباً على مذهب. مستغلّين في كل ذلك قِصر النظر العربي، وعدم تشمُّمه لروائح المؤامرات والدسائس المحاكة ومتابعين اللعبة الرابحة على مدى عقود وعقودٍ.
يقدم نظرة استثنائية ثاقبة إلى لعبة الاستخبارات التي شنّها كرميت روزفلت وألن دالاس وكيم فيلبي وغيرهم، وإلى شبكات الإرهاب الشرق أوسطية التي تطوّرت وازدهرت عبر العقود.