ما العمل حين تتحوّل الدولة قرصاناً أو قاطع طريق يستهدفان حرية تدفق المعلومات؟ وحين تقع اتصالاتنا عبر الإنترنت تحت السيطرة ومكالماتنا الهاتفية تحت المراقبة؟صاحب موقع ويكليكس الذائع الصيت ومذيع الخفايا والأسرار التي أثارت الضجيج، وصاحب الأفكار التي هزت العالم جوليان...
ما العمل حين تتحوّل الدولة قرصاناً أو قاطع طريق يستهدفان حرية تدفق المعلومات؟ وحين تقع اتصالاتنا عبر الإنترنت تحت السيطرة ومكالماتنا الهاتفية تحت المراقبة؟صاحب موقع ويكليكس الذائع الصيت ومذيع الخفايا والأسرار التي أثارت الضجيج، وصاحب الأفكار التي هزت العالم جوليان أسانج، يقرع جرس الإنذار بدرجته القصوى يشاركه ثلاثة ناشطين حقوقيين (ألماني وأميركي وفرنسي) في حقل الاتصالات والمعرفة الإلكترونية. ويطرح الحل في هذا الكتاب عبر تجميع نقاشات دارت حول الإنترنت وحرية التعبير وطبيعة الحكومة، وغيرها من الموضوعات المثيرة للجدل.ينطلق السايفربانك من البنية التحتية للإنترنت من كابلات ألياف بصرية تمتد عبر قيعان المحيطات، وأقمار صناعية تحلق بعيداً في الفضاء وحواسيب تنتشر في جهات الأرض الأربع، ليبني فوقها عالماً مثالياً متحرراً من سيطرة الدولة وشركاتها، عبر إنشاء مواقع جديدة لا يستطيع المراقبون الوصول إليها، ومنطقة حرة لتبادل الأفكار والمعلومات لا تخضع لأي تأثير من سلطة أجنبية.ينادي السايفربانك ملء صوته بالتشفير الذي يعتبر تجسيداً لقوانين الفيزياء، والذي نقاوم به الهيمنة والمراقبة الشاملة التي أصبحت متاحة بتقنيات رخيصة تلتقط كل الاتصالات وتسد الآفاق وتحصي الأنفاس. فبهذه الطريقة تستطيع الشعوب أن تنتصر وتفرض إرادتها، ويتحوّل الإنترنت من أداة تهديد للحضارة الإنسانية إلى أداة تحرير لها.إن ما يسمى قضية ويكيليكس هو من أعراض توجّه خطير وعلى نطاق واسع فمؤسساتنا السياسية والقانونية تشارك على نحو منهجي في فرض رقابة على الإمكانيات الديمقراطية لوسائل الإعلام الرقمية الجديدة، والحد منها. لهذا السبب، من الضروري أن يقرأ قراءة كتاب أسانج كل إنسان يهتم بحقيقة حرياتنا.سلافوي جيجك