-
/ عربي / USD
محاولات اغتيال علي سيرة منزلية قصة علي، من الطفولة والمدرسة، إلى الأحزاب والسياسة، ثم المهنة والحياة الزوجية، وفي الطريق محاولات اغتيال معنوية يومية، ينجو منها، ليكتب مذكرات شاب لبناني على وقع الربيع العربي الذي يشاهد فصوله في الإعلام.يستطرد شارحًا لها أنّه كاتب، وأنه قبل ذلك شاعر، وأنّالشعر ينبت من بقايا الطفولة في النفس البشرية. في تلك البقع البريئة النائية في المخيّلة، التي تغذّي اللغة وتنمّي القدرات الكتابية والتخييلية. وغالبا ما يستفيض في الحديث عن علاقة الطفولة بالكتابة الأرجح أنّها ليست بقعًا نائية، لكنّها تصير نائية عامًا بعد عام. وهو يحاول التعلّق بها، ويسعى إلى توسيعها ونشرها في رأسه وذاكرته كالفطر، ويطعمها ويسقيها كي تكبر بدل أن تنقبض. وها هي زوجته تهاجم لبّه. تماما كما يهاجم أسد فريسته من عنقها ليقطع الشرايين الأساسية ويقتلها من عضّة واحدة. وهي، بالغريزة الحيوانية نفسها، تريد أن تقتل ما يزعجها بعضّة واحدة.
حسّاسّسّسّ. تقولها بغلّ المقهور وقهر التعيس. وهو فرِح كثيرًا حين استطاع صدّ هجومها الشرس على واحد من أجمل أسراره. بالغريزة القاتلة ضربت شريانًا رئيسيًا في شخصيته. ضرب حساسيته، ستكون مقدّمة لتهميش طفولته بسهولة. تهميش جمجمة الطفل الذي فيه دون أن ينزعج. فالطفل، في العادة، وقبل أن يوضع في العلبة الاجتماعية التقليدية، لا يرضى إهانة من أحد. فإذا قال أحدهم لطفل في سنّ الرابعة أو الخامسة أنت حمار، سيجيبه فورا كلا، أنت الحمار. نعم، لن يرضى الإهانة، ليس قبل أن يُضرب ويُضرب ويُضرب، مرّة بعد مرّة بعد مرّة. ليس قبل أن يُدجَّن ويُروّض تحضيرًا للغابة التي ستنعته بالحمار يوما بعد يوم، وساعة بساعة، ولحظة بلحظة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد