-
/ عربي / USD
قد يبدو العنوان "أهل السُّرى" مصدراً مهماً لإثبات هوية الذات / الكاتبة وانتماءها للمكان / الصحراء عند الكاتب إبراهيم الكوني للوقوف على أحوال أهل السرى المسكونين بالترحال، مؤكدين بذلك حضورهم في الطبيعة التي هم طريدتها في الوقت عينه.
في هذا الكتاب مجموعة من المقالات والرؤى والتأملات في الطبيعة والخلق والوجود وبعض الحوارات مع المؤلف، يحاول الكوني في "أهل السرى" التوغل أكثر في العمق النفسي والأيديولوجيا لهؤلاء الذين ضحوا بحميمية العلاقة الفطرية مع أخيهم الإنسان، بغية الفوز بالحرية في حدّها الأدنى". هذا الوضع يترجم مفارقة مفادها أن مريد الترحال، الذي يؤكد بترحاله حضوراً في الطبيعة، هو في الواقع طريد هذه المعبودة ايضاً ...". هكذا يسعى المؤلف إلى فهم تاريخ هذا العالم الذي يراه منقسماً إلى عالمين منفصلين ، بين أمة المترحلين المتطلعين إلى الأفق، والزاهدين بقيم الملكية والسطلة وكل ما هو موجود في المكان، وأمة المستقرين المتشبثين بالمكان والسيطرة والسلطة. وهذا ما خلق صراعات يمكن عبرها تفسير العلاقة الإنسانية، وعلاقة الإنسان بالطبيعة" من روح الأيديولوجيا ولد الطاغوت، ومن روح الميتولوجيا ولد اللاهوت".
في الكتاب يتبع الكوني فلسفة خاصة في الكتابة يتوجه بها إلى المتلقي، وهي إبراز المتناقضات لإيضاح ظاهرة السّرى لقارىء لا شك أنه يقيم في المكان، ويجهل الكثير من عوالم الصحراء والترحال، فيخبره أنه إن كان "كابوس الفقراء - الأمل" فإن "كابوس الأغنياء - الملل" ، وإن كانت "فتنة البحر - الصوت" فإن "فتنة الصحراء - الصمت" ، وعبر هذا الفضاء، ينطلق الكوني ليشرح معنى الواقع الذي نسكنه، والواقع الذي يسكننا في داخلنا، مقدماً لقارئه مفاتيح عديدة لفهم عوالمه الروائية، التي كانت الصحراء عالمها الأرهب ... والإنسان غايتها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد