-
/ عربي / USD
"الحياة سجن الحضارة عنف في سمفونية إبراهيم الكوني تتبدى الصحراء مسرحاً لدراما الوجود الإنساني، حيث النضال للتحرر من شراك الحضارة، والعودة للحياة البدنية الأصيلة في الصحراء الغرباء من البحر الأبيض المتوسط يأتون لاصطياد الحيوانات النادرة، و
من تينيكتو يمرون للتحكم بطريق القوافل جالبين معهم إغواء الذهب والسلطة التي يودي بالإنسان إلى هاوية السقوط والنفي من الجنة.
الصحراء جحيم الكوني على الأرض، جحيم يعج بكل أنواع الكائنات المتورطة في معارك للنجاة من عنف الحضارة الذي يهدد حياتها وعالمها حيث يتبدى الإنسان بعالمه الذكوري، ممزقاً دائماً برغبات متعارضة ومتنافسة يشده توق ملح لحياة العزلة الروحية وحيداً في الصحراء، ويجذبه ميلٌ دائم للحب، والمجتمع، والإستقرار في الواحة . وعبر هذا الصراع الأليم بين توق الفرد للحرية ومطالب المجتمع المتغلغلة عميقاً في بنية شعوره، وأفكار الحضارة المفروضة على عقله وقلبه تتكشف أعماق الوجود الإنساني، حيث تتجادل وتتواشح تقاليد الأديان التوحيدية والتراث القبطي، والبابلي، والسومري، والأساطير الطوارقية، والثقافة العربية الإسلامية، والإستشراق الأوروبي من خلال مخاضات عاصفة تخنق كل ولادة جديدة، وتعيق كل خطوة يخطوها الإنسان في درب آلامه الدامي إلى الحرية.
الموت العنيف قدر لا مفر منه يواجه أبطال الكوني. وفي الأفق يلوح وميض الحرية مثل السراب، والصحراء متألقة بشاعرية صوفية، حيث الغزال، والجمل، والودان، قرابين السماء تنطق بروح الصحراء، وتبوح بتوق الإنسان الطوارقي إلى جنته المفقودة وسواء أكان الإنسان والحيوان متحدين أو منعزلين، حلفاء أم أعداء، فإنهم يفدون معاً ليغنوا ألحان الحب والحرية حتى في خضم الحرب، واحتلال المدن والواحات . إن قراءة إبراهيم الكوني هي بحق خبرة روحية متجاوزة لمعطيات الحواس.
والجدير ذكره، أن هذه الرواية قد وصلت للقائمة القصيرة لجائزة المان بوكر الدولية 2015.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد