-
/ عربي / USD
ثمة هامش من التجريب الروائي يتحرك فيه الروائي إبراهيم سعيد في عمله الروائي (الحَمديّ الأعمى الشعري). فهو باستخدامه تقنية تعدد الرواة، وكسّره خطيّة الزمن، وحشده مجموعة من المشاهد الروائية، وإدخالها في علاقة تحاول في الحيز الروائي، يبدو وكأنه يدعو القارىء إلى جمع خيوط الحكاية والكشف عن معانيها، وهنا يضعنا الروائي في قلب اللعبة الفنية الروائية وفي هامش التجريب الذي يتحرك فيه.
فحكاية "الحمدي الأعمى الشمري": "حكاية عجيبة عن أعمى اسمه الحمدي، هي حكاية في ضمير الزمن عن أولئك الذين تختارهم الأقدار كل ألف عام ليضعوا للأذهان عبر الحكاية، التي تتشابه في المعنى وتختلف في الأحداث، رمزاً للمبصرين، وعلامة للمكفوفين، عن الأعمى الذي يدخل المتاهتين".
ولعل هذا المقتبس الذي تطالعنا به الحكاية يحيل إلى فلسفة ابي العلاء المعري والذي كان سجنه الحقيقي، ليس فقدان بصره، بل جسده كما وصفه طه حسين في "تجديد ذكرى أبي العلاء"، ولعل الروائي أراد تحميل الرواية عبئاً ثقيلاً من الخيال الفلسفي المعقد المليء بالشك وتجسيده في قالب روائي وضع له قيوداً غير مرئية للقارىء العادي. أما المتعمق للرواية فإنه يرى أن تلك القيود متمثلة فيما يوثقه العقل البشري عند المعري، والذي ينسحب على شخوص ووقائع السرد بما فيه من إيحاءات نفسية وإحالات روحية، سيجد القارىء لذة في متابعتها على الرغم من الغموض والتباين في الأغراض المقصودة الأمر الذي يجعل من "الحمديّ الأعمى الشعري" نص سردي مختلف ينطلق من التاريخ السردي العربي ويفرد للتجريب حيزاً واضحاً، فتجدر قراءته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد