-
/ عربي / USD
نقول له هذا لأننا لا نعرف الفرق بين الحب والفقد، ولا نُمَيِّزُ بين الشمس واللحد، ولا بين القَدَرِ والمصير، قد ضاعت حيواتنا بين الغضب والاعتذار. نقول له هذا لأننا أيتام، وقد اعتذرنا عن أَمِّ مآدب اللئام، فذهبنا إلى الأدب (أو قِلَّته في أحسن الأحوال)، ولسنا بحاجة إلى أي ترحيب أو مجاملات في أي مكان على الإطلاق. نقول له هذا لأنه لم يكن يشبهنا كثيراً، مع أنه كان ينام في حجرات أمهاتنا، ويتدثر بما كان لديهن ولدينا من خوف وعطف؛ فآثر الأوراق، والماء، وانسحب حتى من خبز الرخال والسَّمن. نقول له هذا لأنه كان مستعصياً حتى على قلبه، وكم كانت قلوبنا تخاف على قلبه، فقد كانت مكائده على فؤاده أكبر من قدرتنا على النبض والحنان. نقول له هذا لأنه أحمد راشد ثاني، وليس في أرواحنا من ثانٍ بعده.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد