إنّ قضية كربلاء وما جرى فيها يوم عاشوراء ينبغي أن لا تُخْتَزَل في البكاء والنياح ومجالس العزاء ولطم الصدور. ومع أنّ أحد جوانب تكريم هذه الثورة - وهو الجانب الحماسيّ منها - يستدعي البكاء والنياح وإقامة المآتم، غير أنَّ الجانب الأهم هو جانب الوعي وهو ما يأتي عادة عن طريق تحليلها ودراستها واستخلاص الدروس والعِبَر منها. وقد سعى الواعون من علماء ومفكري الشيعة طيلة التاريخ إلى المزج بين هذين الجانبين، وانصَبّ اهتمامهم على أن يبيّنوا للناس العِبَر والدروس المستلهمة من عاشوراء، ويحثّوهم على العمل بها.
والكتاب الذي بين أيديكم عبارة عن صفحة أخرى تُعنى بتحليل تاريخ هذه الواقعة الحافل بالملاحم. وهو عبارة عن ثلاث محاضرات للعلامة الأستاذ محمد تقي مصباح اليزدي، كان قد ألقاها في شهر محرم الحرام من عام 1426هـ