-
/ عربي / USD
سبق لكم أن طرحتم السؤال التالي: “لماذا بنو البشر لا ينفكون عن محاربة بعضهم البعض؟” لقد لاحظ العالم السويسري جان-جاك بابل أن البشرية قادت طوال القرن الستة والخمسين الماضية 14.500 حرب تسببت بثلاثة مليارات ونصف مليار قتيل، منها حربان عالميتان خلال قرن واحد. يمثل هذا العدد نصف سكان العالم اليوم، سجل في العالم 1991 اثنان وخمسون حرباً أو بؤرة توتر بين 104 إيديولوجيات لم تخل دعواتها من أهداف بالغة الأهمية بحيث يصبح معها مبرراً قتل عدة ملايين من البشر مجدداً.
ليس جديداً القول إن ثمة “طرفاً ثالثاً” في أي حرب تدور بين طرفين، ومعروف جيداً أنه “عندما يتنازع شخصان يقف ثالث بينهما مستمتعاً”. ولننقل هذا المثل ونطبقه على سبيل المثال إن الأنظمة المصرفية تمنح قروضاً لبلد في حالة حرب مع بلد آخر، لها كل المصلحة في إطالة أمد هذه الحرب.
ولوحظ أيضاً أن: “الطرف الثالث الخفي” هو صانع الخير والشر معاً، صانع اليمين واليسار وهو الذي يجرهم إلى الحرب ويمولهم بمعدات القتال والدواء والمستشفيات والميديا الإعلامية، وهو الذي ينصرنا أخيراً بحيث ندين له بالولاء.
إن بوسعنا بواسطة الحروب والاضطرابات جر شعب من الشعوب إلى تقبل اتفاقيات وأحلاف، ما كان ممكناً أبداً الموافقة عليها طوعاً (الحلف الأطلسي الأمم المتحدة مثلاً).
وهذا الكتاب رواية لقصة بعض الشخصيات الملموسة جداً ممن وضعوا في العام 1773 مشروعاً في فرانكفورت بين جدران أحد منازل “اليودنشتراسه” (الشارع اليهودي). لقد أرادوا تمهيد الطريق أمام “حكومتهم العالمية الوحيدة” لحكم العالم بواسطة ثلاث حروب عالمية مرتكزين إلى نقاط الضعف والخوف لدى البشر.
ومع ذلك، فإن الأشخاص المحكى عنهم في هذا الكتاب لا علاقة لهم بأي عقيدة إطلاقاً ولا ينتمون إلى أية أمة بعينها، ليسوا من اليسار ولا من اليمين ولا ليبراليين ولكنهم يستخدمون كل المؤسسات سعياً وراء أهدافهم. وهم يملكون الإعلام الذي يحدث تشويشاً في ذهن “الفضوليين” وحرفاً لانتباههم إلى وجهة خاطئة. ويستخدم هؤلاء الأشخاص، المسيحيين كما اليهود، والفاشيين كما الشيوعيين، والصهاينة كما المورمون، الملحدين كما أتباع الشيطان الفقراء، كما الأغنياء… الجميع!
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد