إن هذا الكتاب هو الأوّل من كُتُب أخرى عن(عبقرية الاهتمام التلقائيّ)، وهي كلّها تأتي لتأكيد أن (الإنسان كائنٌ تلقائيٌّ)،وأن التعليمَ القسريَّ مضادٌّ لطبيعة الإنسان التلقائيّة، وأن قابليّات الإنسان لاتنفتح إلا بدوافع من داخل ذاته. فالكتابُ يقدّمُ شواهد من كل المجالات على...
إن هذا الكتاب هو الأوّل من كُتُب أخرى عن(عبقرية الاهتمام التلقائيّ)، وهي كلّها تأتي لتأكيد أن (الإنسان كائنٌ تلقائيٌّ)،وأن التعليمَ القسريَّ مضادٌّ لطبيعة الإنسان التلقائيّة، وأن قابليّات الإنسان لاتنفتح إلا بدوافع من داخل ذاته. فالكتابُ يقدّمُ شواهد من كل المجالات على خصوبةالتعلُّم، رغبةً واندفاعًا، وعُقم التعلُّم كُرْهًا واضطرارًا. إنه احتجاجٌ ضدتضييع الأعمار والأموال والزمن في تعليمٍ قسريٍّ يضطرّ إليه الدارسون، لكي يفتحوالأنفسهم أبواب العمل، ولكي يعترف بهم المجتمع الذي فرض التعلُّم كُرْهًا واضطرارًابأسلوب إكراهيٍّ منفِّرٍ وعقيمٍ.
هذا الكتاب مرافعة فكريّة، ضدَّ التعليمِ القائم على الامتثال وطمس النزعة الفردية، والخلط بينالمعلومات والمعرفة، فالمعلومات موادّ لبناء المعرفة وليست معرفةً. المعرفةالحقيقيّة هي التي يجري تمثُّلها بواسطة الاندفاع التلقائيّ بالشغف العميق،والممارسة الحيّة، والمعايشة الحميمة، فتمتزج في الذات وتصير جزءًا من عتادهاالذاتي التلقائيّ، فتكون دائمة الجاهزيّة وتلقائيّة الاستجابة. كما أن التعليمبوضعه الحالي يوهم بأن المعرفة النظريّة هي تأهيلٌ للأداء العملي وللمهارةالمهنيّة، مع أن بينهما اختلافًا نوعيًّا، وليست هذه سوى بعض نتائجه الضارَّة لكلالأجيال في كلّ الأمم...
وعلى الرغم من أن التقدّم الحضاريَّ في كل مجالاته هو نتاجُ ومضاتٍ فرديةٍخارقةٍ، إلا أن هذا الكتاب ليس عن أشخاصٍ، بل يستشهد بالأشخاص كأمثلة ونماذجلإثبات الفكرة، أو الأفكار التي يقدّمها. فالأشخاص هنا هم شهود القضيّة، سواء فيكونهم من الروّاد القلّة الذين يتحرّكون عكس اتجاه التيّارات السائدة، أو كونهمذائبين في التيّارات العامّة، كما هي حال الأكثريّة من المتعلّمين مهما حملوا منشهادات. فالاندماج في القطيع هو الأصل،أما الانفكاك من ذلك فهو العمل الريادي الاستثنائي...