لم يَحْظَ حسين مروّة، حتى إنجاز هذا العمل، بما هو أهلٌ له من الدرس العملي الرصين، برغم ما حظي به اسمه من انتشار واهتمام في أوساط «المثقفين» على وجه الخصوص، وعند الملتزمين بالفكر والممارسة السياسيَّيْن على وجه أخص. وقد تقَدَّمَ نضالُه السياسيّ ورحيلُه الفاجع على أيّ أمر...
لم يَحْظَ حسين مروّة، حتى إنجاز هذا العمل، بما هو أهلٌ له من الدرس العملي الرصين، برغم ما حظي به اسمه من انتشار واهتمام في أوساط «المثقفين» على وجه الخصوص، وعند الملتزمين بالفكر والممارسة السياسيَّيْن على وجه أخص. وقد تقَدَّمَ نضالُه السياسيّ ورحيلُه الفاجع على أيّ أمر آخر، وبخاصة على دلالة عمله النظريّ الفكريّ الذي جسَّده في كتابه الذائع الصيت «النزعات الماديّة في الفلسفة العربيّة الإسلاميّة». ووُفَّق موسى برهومة، في إبراز الغائيّة القصوى التي تثوي وراءَ مشروع حسين مروّة، وهي توظيف التراث العربيّ الإسلاميّ في المواقف الأيديولوجيّة الطبقيّة، وفي ربط حركة التحرر العربيّة المعاصرة بالنزعات الماديّة في الحضارة الإسلاميّة، وهو موقف يجعل من حسين مروّة أحد أبرز المفكّرين العرب المعاصرين الذين ذهبوا إلى أنّ التراث يحمل في طيّاته «نزعات حيّة» يمكن استخدامها وتوظيفها في عمليات التغيير والتقدّم، بل والثورة أيضاً. د. فهمي جدعان