يمثل كتاب "أقنعة جنسية" محاولة جادة لرد الإعتبار إلى المرأة ودورها وحقيقة كيانها، لا بوصفها نصف المجتمع، أو بوصفها أهلاً للمساواة بالرجل، إلى آخر هذه الكليشهيات السطحية والمبتذلة، التي لا يمل البعض من ترديدها، بل تكمن جدية نظرة الكتاب إلى المرأة هنا بوصفها "الكيان الأصل"؛ فمثلما أن الطبيعة هي الأصل، كذلك كانت المرأة هي الأصل.
وقد اعتمدت الكاتبة على تحليل نفسي رائع لأهم كتّاب وفناني الثقافة الغربية الرئيسيين، من مختلف عصورها، سواء الكلاسيكية أو الرومانسية أو الحديثة؛ حيث تناولت بالتحليل والنقد النتاج الأدبي والفني لأسماء كثيرة بارزة ومؤثِّرة في الثقافة الغربية، بل تجاوز أثرها إلى الثقافة العالمية، ومنها الثقافة العربية؛ هو التناول الذي ابتغت من وراءه فهم كنه الإبداع وعلاقته بالمرأة من ناحية، وتوضيح مركزية مكانة المرأة، وسيطرتها على الآليات السرية والشفرات الحاكمة للعملية الإبداعية التي تمتزج فيها روح الطبيعة مع روح الأنثى كمحدِّدات للصورة الكلية التي يخرج بها المنتج الإبداعي في الشعر والقصة والرواية واللوحة.
بداية من الثيمة الثنائية بين أبوللو وديونيسوس ونفرتيتي وأعظم الشعراء في التاريخ مثل سبنسر وشيكسبير، مروراً بروائيين وفلاسفة وثوريين مثل روسو وساد وجوته ووليام بليك وكولريدج وبايرون وشلي وكيتس وبلزاك وجوتيه وبودلير وهويسمان وإميلي برونتى وأوسكار وأيلد، وغيرهم وغيرهن الشعرات ممن يتناولهم هذا الكتاب، وصولاً إلى إميلي ديكنسون.