ماساكي يستطيع الآن أن يتذكَّر ذلك الحلم من البداية إلى النهاية بكل تفاصيله:ماساكي مختفٍ في الليل، يتأمَّل امرأة ما. المرأة في عمر الشباب. توليه ظهرها، وهي عاريةٌ تمامًا وتقف فوق ما يشبه حصيرة من أعواد الخيزران.بجوار أقدامها ملابسها. وبجانبها كوزٌ وطستٌ ملآن بالماء. المكان...
ماساكي يستطيع الآن أن يتذكَّر ذلك الحلم من البداية إلى النهاية بكل تفاصيله:
ماساكي مختفٍ في الليل، يتأمَّل امرأة ما. المرأة في عمر الشباب. توليه ظهرها، وهي عاريةٌ تمامًا وتقف فوق ما يشبه حصيرة من أعواد الخيزران.
بجوار أقدامها ملابسها. وبجانبها كوزٌ وطستٌ ملآن بالماء. المكان مجهولٌ لديه. ولكنَّه في منطقة معزولة ومنغلقة تمامًا ولا يوجد ظلٌّ لإنسان غيرهما. وتُرى غابة أشجار عند مرمى البصر. القمر على غير عادته في كامل الوضوح. جسد المرأة المتألِّق يعكس تلك الأشعة بغموضٍ وكأنَّه يلتحِف بهالةٍ من الضوء.
الشعر الأسود الفاحم الذي يصل إلى خصرها، ينعكس بجمالٍ على بشرةٍ بيضاء مثل الثلج. العنق الطويل المنحني قليلًا، يُظهر الفك السفلي ثم يُخفيه مرَّةً أخرى بسرعة وخفة. الكتف صغير. الظهر يلمع وكأنَّه قطعة من الحلوى.
بعدما جمعت المرأة شعرها، حلَّت ذراعيها المعقودتين بهدوء وأنزلتهما لأسفل. وفي الحال تحوَّلت الفراشة وتغيَّرت هيئتها إلى مشطٍ صغير.
طوال تلك الفترة كانت المرأة تتأمَّل لون القمر الذي ينعكس على سطح الطست. غرفت ذلك القمر بالكوز الذي في يدها. اهتز البدر المكتمل على سطح الماء في الكوز.
كان ماساكي يتابع في شغف ونشوة ذلك المنظر المريب من دون أن يبعد عينيه.
أمالت المرأة الكوز بشيءٍ من التردُّد فوق حافة الكتف. فانساب الماء في هدوءٍ ليرطِّب جفاف البشرة. لمع الظهر للحظةٍ بلون الذهب.