بعد كتاب "المكاريد" يعود محمد الأخرس للتقليب في عوالم أبناء الطبقات الشعبيّة وثقافتهم. يعود هذه المرّة ليقلّب في "دفاترهم العتيكة" وكل ما تم إهماله أو تهميشه من ذاكرتهم الاجتماعيّة ومن تراثهم في العادات والتقاليد والفولكلور، ليقدّم لنا سياحة انثروبولوجيّة في صور حياة فئات...
بعد كتاب "المكاريد" يعود محمد الأخرس للتقليب في عوالم أبناء الطبقات الشعبيّة وثقافتهم. يعود هذه المرّة ليقلّب في "دفاترهم العتيكة" وكل ما تم إهماله أو تهميشه من ذاكرتهم الاجتماعيّة ومن تراثهم في العادات والتقاليد والفولكلور، ليقدّم لنا سياحة انثروبولوجيّة في صور حياة فئات من المجتمع العراقي قلّما نعثر على ما يماثلها. "دفاتر خرده فَرّوش"، جهد توثيقي خاص، وخطوة جريئة، لمواجهة الذات الاجتماعيّة العراقيّة بكل شوائبها، ومفارقات ذاكرتها الغنيّة بالحكايات والمواقف المثيرة. وإذا كان الكاتب محمد غازي الأخرس يقدّم هذه الحكايات والمواقف بروح السّخرية السوداء، فإنه يحمل في كل حكاياته وجعه مما آل إليه العراق. في هذا الكتاب، جهد انثروبولوجي، يفتح باباً واسعاً لقراءة ودراسة المجتمع العراقي في وقائعه الفعلية حيث نكتشف البُنى والأسباب التي أدّت إلى استجابة المجتمع العراقي للدخول في هذا الصراع الدامي والعنيف. وهذا الصراع البشع هو ما يدفع محمد غازي الأخرس إلى أن يحفر لينكأ الجروح، وليس ذلك بهدف وضع الملح على الجرح، إنما بهدف إخراج القَيح للإسهام في الشفاء.