أخذته إلى نهاية العامرية، بعيداً عن البيوت والسابلة، كانت السماء صافية، ولا غيوم تحجب الشمس، وطفل بعيد يدحرج كرة... طلبت من أبي حمدان إيقاف السيارة بحجة أن الصديق سيأتي إلى هنا بحسب إتفاقنا... لحظات، والسيارة البيضاء تقف أمامنا، ينزل الأصلع، ويتوجّه نحونا مركّزاً نظره على...
أخذته إلى نهاية العامرية، بعيداً عن البيوت والسابلة، كانت السماء صافية، ولا غيوم تحجب الشمس، وطفل بعيد يدحرج كرة... طلبت من أبي حمدان إيقاف السيارة بحجة أن الصديق سيأتي إلى هنا بحسب إتفاقنا... لحظات، والسيارة البيضاء تقف أمامنا، ينزل الأصلع، ويتوجّه نحونا مركّزاً نظره على أبي حمدان الذي ابتسم معتقداً أنه صديقي، ومع إنحناءة جسدي نحو الأسفل، بادره برصاصة حطمت رأسمه.
تناثر دماغه على زجاج السيارة الأمامي، كانت عيناه تحدقان بي، غطيت ملامحه بجريدة أحد الأحزاب الإسلامية وجدتها على الدشبول فتلطحت بدمه، شلّني المشهد... هكذا يقتل الإنسان...
عن عراق غارق في فوضى المجموعات المتقاتلة، كل مجموعة تنظر إلى نفسها على أنها المنقذ، فيما البلد يتمزّق والجثث ترمى، والإنفجارات تزرع الخوف من الموت في كل لحظة، القتلى تحولوا إلى أرقام، وروح الإنتقام تسكن كل بيت.
عن هاوية الحروب الداخلية التي تجعل الموت عبثاً وتقفل طريق الخلاص يكتب ضياء الخالدي هذه الرواية