-
/ عربي / USD
اذا تصورنا اقامة معرض لأدوات تعذيب للمرأة وقتلها ، فان "روسو" سوف يحتل مكان الصدارة في مثل هذا المعرض المرعب.
ذلك لأنه اذا كان معظم المفكرين السياسيين قد سلموا بخضوع النساء ، فان بطرياريكية روسو ، بصفة خاصة ، كانت صارخة شديدة الوضوح ، فضلا عن أنها تتعارض تعارضا شديدا مع آرائه الثورية عن العدالة ، والحرية ، والمساواة الخاصة بالوضع الصحيح للجنس البشري ( اذا كان من الجال ) – فهو يشجب تبعية شخص لشخص آخر ، في حين أنه يعتبر هذه التبعية جزء لا يتجزأ من طبيعة المرأة وجوهرها – اذ لا بد أن تكون المرأة تابعة للرجل . ويطالب بالاستقلال السياسي والأخلاقي بين البشر ( لكنه يعني أن يكون هذا الاستقلال للرجل فحسب دون المرأة لأنه لا يسمح لها أصلا بالاشتراك في العمل السياسي ) لكنه يعطى لهذا المفاهيم الثورية ، والأفكار الراديكالية ، والتصورات السياسية والاجتماعية الجديدة اجازة اذا ما تحدث عن النساء . وهكذا كان تمجيده للمجالات العامة للمواطنة مؤلما غاية الألم عندما يستعبد منها النساء.
ومن هنا علينا ان لا ننخدع بكلمات " الفيلسوف الثائر "عن العدالة والحرية والاخاء والمساواة وغيرها من المفاهيم الجميلة التي يستخدمها في مجال الحديث عن أقرانه من الرجال ، وعلينا ان نتذكر باستمرار أنه يقول : "اذا اشتكت المرأة من اللامساواة مع الرجل فهي مخطئة " . هكذا بصراحة ووضوح فالحديث عن المساواة لا يعنى أنه يمتد ليشمل " المرأة والرجل " وانما هو محصور في نطاق الرجال فحسب.....
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد