تعتبرفلسفة القديس اوغسطين الفلسفة المسيحية في العصر الكنسي ، اذ يمكننا ان نعد القديس اوغسطين قمة هذا العصر حيث يعتبر الجامع لكل ما سبقه من تفكير مسيحي في القرون الاربعة الاولى وما تلاها في القرنين الخامس والسادس . فالبرغم من تأخر التفكير المسيحي عند اباء الكنيسة اللاتين...
تعتبرفلسفة القديس اوغسطين الفلسفة المسيحية في العصر الكنسي ، اذ يمكننا ان نعد القديس اوغسطين قمة هذا العصر حيث يعتبر الجامع لكل ما سبقه من تفكير مسيحي في القرون الاربعة الاولى وما تلاها في القرنين الخامس والسادس . فالبرغم من تأخر التفكير المسيحي عند اباء الكنيسة اللاتين واليونان ، فان القديس اوغسطين يعتبر قمة ما وصل اليه الفكر عند هؤلاء واولئك على السواء . ولما كان الحدس الفلسفي يحتاج الى صورة ذهنية وسطية بين الفكر المحض والواقع المادي ، حتى يتمكن الفيلسوف من أن يلتمس ظاهر مادية من جانب ، وروحية من جانب آخر ، يبدأ بها تحليله للمشكلة العام بصورة جزئية ومحددة لها ، وجد أوغسطين هذ ه الصورة الذهنية المتوسطة في اللغة وخاصة في الكلمة . ويتعرض أوغسطين الى مشكل منهجية أخرى ، وهي مشكلة العقل والنقل ، فالعقل عند اوغسطين لايستقل بذاته في ادراك الحقيقة المطلقة ، بل لابد له في ذلك من سلطة اخرى وهي عند اوغسطين سلطة الكتاب المقدس وسلطة الكتناب المقدس تعني الايمان به ، فالايمان ضروري للتعقل كما التعقل ضروري للايمان . صحيح ان العقل يجب أن يمهد لبعض حقائق الايمان مع ان هذه الحقائق لايمكن البرهنة عليها ، ولكن بالامكان البرهنة على انه يمكن الاعتقاد بها وتلك هي مهم العقل ، فالعقل يسبق الايمان ، ولكن هناك عقلا آخر يتبعه فيقول اوغسطين : اعقل كي تؤمن وآمن كي تعقل .