يدرس هذا الكتاب مبحث "النبوة" كما تجلّى في علم الكلام الإسلامي، من خلال أنساقه المعرفية والأيديولوجية الرئيسة: الشيعي، الأشعري، والمعتزلي؛ وهو يمهِّد لهذه الدراسة، بمحاولة تجلية مبحث "النبوة" في التاريخ الديني السابق على الإسلام، وذلك بقصد إيضاح الطبيعة الإنسانية...
يدرس هذا الكتاب مبحث "النبوة" كما تجلّى في علم الكلام الإسلامي، من خلال أنساقه المعرفية والأيديولوجية الرئيسة: الشيعي، الأشعري، والمعتزلي؛ وهو يمهِّد لهذه الدراسة، بمحاولة تجلية مبحث "النبوة" في التاريخ الديني السابق على الإسلام، وذلك بقصد إيضاح الطبيعة الإنسانية والتاريخية لظاهرة النبوة، وللوعي الديني إجمالاً.
ولأن علم الكلام الإسلامي، وهو التفكير الفلسفي الأصيل عند المسلمين، قد نشأ نتيجة محاولات الفرق الإسلامية المتنازعة تنظير صراعاتها وخلافاتها الدنيوية، مستندة إلى لغة الخطاب الإلهي (النص القرآني)، مفسِّراً الأنساق المعتقدية الصورية والمجردة، ومظهراً سياق تشكلها وتكونها، إستناداً إلى الشرط الإنساني - التاريخي.
هذه الدراسة تهدف إلى إعادة بناء علم الكلام، من خلال أحد مفاهيمه الرئيسية، أَلاَ وهو مفهوم "النبوة"؛ إنطلاقاً من محاولة قراءة "لا شعور" الأنساق الأبستيمولوجية الرئيسة لهذا العلم، في علاقتها الضرورية بالمضامين الأيديولوجية التي تتخفَّى خلف اللغة المعرفية المجردة؛ وبهذا تفتتح دورة جديدة في قراءة "تراث الذات" - تراثنا الإسلامي - الذي لم تفعل غالبية الدراسات السابقة حوله سوى إجترار موضوعاته وتكراره، وبالتالي إعادة إنتاجه بلغة الأقدمين ومفاهيمهم ومضامينهم، كما لو كان سلطة معرفية وأيديولوجية مطلقة غير قابلة للتجاوز.