إننا من أجل أن نتوسل إلى موضوع هذا البحث كنا في حاجة إلى استعمال مفاهيم إجرائية ملائمة لطبيعة الفترة من جهة، ولطبيعة هنري بوانكاري من جهة أخرى. فوجدنا أن هذه الفترة يطغى عليها التعدد الفلسفي، وأن فكر هنري بوانكاري فكر متعدد المواقف، وأن كل فكر خلاّق متعدد بالضرورة، فاخترنا...
إننا من أجل أن نتوسل إلى موضوع هذا البحث كنا في حاجة إلى استعمال مفاهيم إجرائية ملائمة لطبيعة الفترة من جهة، ولطبيعة هنري بوانكاري من جهة أخرى. فوجدنا أن هذه الفترة يطغى عليها التعدد الفلسفي، وأن فكر هنري بوانكاري فكر متعدد المواقف، وأن كل فكر خلاّق متعدد بالضرورة، فاخترنا جهازاً مفاهيمياً تشكل الوحدة والتعدد محوره الأساسي، لذلك كان من الضرورن أن نعرض لأهم مظاهر التعدد والوحدة في هذه الفترة من خلال نظرتها الى قيمة العلم لنبين علاقة بوانكاري بجيله قبل أن نعرض لظاهرة الوحدة والتعدد في فكره عبر نظرته الى قيمة العلم، ولأن قيمة العلم لا تتحدد فقط على المستوى المعرفي، وإنما ترتبط كذلك بوضعه في المجتمع كمؤسسة اجتماعية لإنتاج المعرفة العلمية، فإننا قد عرضنا كذلك لهذه المسألة كما يراها بوانكاري وناقشناها، ولأن قيمة العلم قد ظلّت دائماً محط انتقاد منذ ظهور العلم ونشوء العقلانية الكلاسيكية كفلسفة خاطئة للعلم، فإننا قد بدأنا هذا البحث بعرض تاريخي ملخص لبعض مظاهر نقد العقلانية الكلاسيكية، ولأن نقد العلم وقيمته لم يتم بشكل فعّال إلا من داخل العلم نفسه، أي عن طريق أزماته، فإننا قد عرضنا بعض مظاهر هذه الأزمة، لكي يسهل أكثر التعامل على موضعة بوانكاري وفلسفته