كان صوت المؤذن يصل إليه قليلاً مبدداً من المئذنة البعيدة. عرفه كان يضيف نغمة حزينة إلى كلمات الأذان الأخيرة، يصل صداها إلى يعقوب وهو في الأرض الصغيرة الواطئة، يرتفع صوت المؤذن حيناً فيتضح، ويتهيأ ليعقوب أن الرجل اقترب مسافة منه. لكن يعود فيبتعد. كان الرجل في رأس المئذنة...
كان صوت المؤذن يصل إليه قليلاً مبدداً من المئذنة البعيدة. عرفه كان يضيف نغمة حزينة إلى كلمات الأذان الأخيرة، يصل صداها إلى يعقوب وهو في الأرض الصغيرة الواطئة، يرتفع صوت المؤذن حيناً فيتضح، ويتهيأ ليعقوب أن الرجل اقترب مسافة منه. لكن يعود فيبتعد. كان الرجل في رأس المئذنة القليلة العلو. يضع كفه بين أذنه وذقنه ويقدم رأسه حين يقرأ كأنما ليسمه صوته إلى بشر حسبهم موزعين في الجلول عند أطراف الضيعة.