"شعر نيال، حين استيقظ من إغمائه، بالكرب وبألم في حلقه، كأنه قد ابتلع سيفاً محمى، بينما أخذت عيناه تؤلمانه بشدة... رفع يديه إلى عنقه، فالتقت أصابعه بشيء صلب. كانت رقبته ملفوفة بمادة، بدت مثل صلصال جاف مثبته بأربطة. أدرك فجأة أنه عارٍ، وأن مرآة التأمل لم تعد حول رقبته، جلس...
"شعر نيال، حين استيقظ من إغمائه، بالكرب وبألم في حلقه، كأنه قد ابتلع سيفاً محمى، بينما أخذت عيناه تؤلمانه بشدة... رفع يديه إلى عنقه، فالتقت أصابعه بشيء صلب. كانت رقبته ملفوفة بمادة، بدت مثل صلصال جاف مثبته بأربطة. أدرك فجأة أنه عارٍ، وأن مرآة التأمل لم تعد حول رقبته، جلس مذعوراً، ثم رأى ملابسه فوق مقعد بجانب الفراش، ومرآة التأمل موضوعة فوقها، وبجانبها القضيب المتداخل، فتنهد بارتياح...
حاول نيال أن يلقي نظرة على رقبته، لكنه وجد أن ذلك مستحيل، التقط دوجنز مرآة يد، من فوق الطاولة للزينة، وأعطاه إياها. صدم عندما رأى انعكاس وجهه الملطخ فوق الصلب المصقول. كانت عيناه محتقنتين، وتكسو علامات حمراء بنفسجية، بدت كالرضوض وجنتيه، وأحيطت رقبته بعلامات أصابع صفراء وبنفسجية، حاول أن يذكر ما حدث له، فتراءت أمامه تفاصيل المحاكمة التي حضرها، والتي حاول خلالها سيد العناكب خنقه، وذلك لأنه أحس بأن سلطته عليه قد بدأت تفلت من يديه وسيصبح إنساناً حراً...
والآن وبعد استيقاظه من الصدمة وجد نفسه كما ذكرنا ملقياً على فراش لا يستطيع الحراك والعالم في الخارج ما زال تحت قبضة العناكب، ما سيفعل؟؟
هذا ما سيقرأه القارئ في هذا الكتاب الخيالي، والذي استمد الكاتب كولن ولسن مادته من عالم البشر، حيث يأكل القوي الضعيف، ولكن سيأتي اليوم الذي سيثور الضعيف ويسقط القوي في شر أعماله.