منذ فترة، هيمنت حشرات ضخمة على الأرض، وحكمتها عناكب سامة، تتمتع بقدرة هائلة على التخاطر، ربت البشر لالتهامهم. واشتهر "شيب" سيد العناكب بحجمه الضخم، وبعيونه المليئة، وبأنه خالد لا يموت. قطن البشر القليلون، الذين بقوا أحراراً، في كهوف تحت الأرض في الصحراء، وتعرضوا دوماً...
منذ فترة، هيمنت حشرات ضخمة على الأرض، وحكمتها عناكب سامة، تتمتع بقدرة هائلة على التخاطر، ربت البشر لالتهامهم. واشتهر "شيب" سيد العناكب بحجمه الضخم، وبعيونه المليئة، وبأنه خالد لا يموت. قطن البشر القليلون، الذين بقوا أحراراً، في كهوف تحت الأرض في الصحراء، وتعرضوا دوماً لهجمات عناكب الموت، التي تطير داخل مناطير في الحرب، وتمشط قوة إرادتها الصحراء، مثل كشافات. كان نيال وأسرته يعيشون في حجر تحت الأرض، سكنته من قبل خنفساء غريبة. استمع نيال من جده "جومار" إلى قصص تلك الأيام، التي كان فيها البشر سادة الأرض، لكنه وجد من الصعب تصديقها.
كما استمع إلى قصص عن مدينة "ديز" الكائنة تحت الأرض، التي تعد أكبر مستطونة "للبشر الأحرار"، وعن الدلتا الكبرى، وهي منطقة غابات تنمو فيها نباتات آكلة البشر، وحشرات قاتلة. حين قتل اثنان من أفراد الأسرة، انطلق نيال وأبوه إلى مدينة ديرا الكائنة تحت الأرض، واجتازا الصحراء، وبرفقتهما الحسناء انجيلي، التي ترحلت، ليعيداها إلى ذويها. وفوق الهضبة الكبرى، اتخذوا من أطلال قلعة هائلة ملجأ لهم. وبدأ نيال، للمرة الأولى، يعتقد أن البشر حكموا في يوم من الأيام الأرض.
ضمن هذه المناخات تدور أحداث كولن ولسن التي فيها من الخيال الكثير، ولربما من الواقع أكثر. لأن في رمزياته ما يحيل السرديات إلى عالم الواقع عالم البشر الذي تمثل وتشابه بصدق مع عالم العناكب.