ربّما كانت الحياة التي نعيشها، من دون أن نعرف كيف صرنا ما نحن عليه، الشكلَ الأمثلَ لكرة الثلج. بل لا يمكن أن يكون ما أرويه عليكم، وهو شبيه بأزقّة المدينة القديمة في التواءاتها، إلاّ هذه الكرة وهي تتدحرج عبر هذه الأزقّة المتشابكة. ولن أكون أتيت نشازًا في القول إذا ما رأيت في...
ربّما كانت الحياة التي نعيشها، من دون أن نعرف كيف صرنا ما نحن عليه، الشكلَ الأمثلَ لكرة الثلج. بل لا يمكن أن يكون ما أرويه عليكم، وهو شبيه بأزقّة المدينة القديمة في التواءاتها، إلاّ هذه الكرة وهي تتدحرج عبر هذه الأزقّة المتشابكة. ولن أكون أتيت نشازًا في القول إذا ما رأيت في هذه الكرة الباردة ذكرى مؤلمةً لوجودنا فوق هذه الأرض؛ فمنذ القِدَم كان الناس الطيّبون من أهلنا يعتقدون، وما زالوا, ومن دون أن يتسرّب إليهم الشكّ في ذلك، أنّنا نكرّر الحكاية الأولى التي نجمتْ عنها محنةُ الإنسان في الدنيا.. ألا نكرّر فعلاً جَرْيَ أبينا آدم حين هبط إلى البسيطة وراء الخبزة، وهي تتدحرج فوق الأرض من دون أن يدركها، فيكون التعب منتهى ما يصل إليه؟