-
/ عربي / USD
في المنزل الذي وُلدتُ فيه كان طائرٌ
يعيش مثلما نعيش في أمان
ورثه أبي عن جدّه
عن جدّ جدّه عن (الحبيبِ) مثلما يقول
وحينما سألته عن سر هذا الطائر الغريب
كيف عاش هذه القرون؟
أجاب أن سره في صمتِهِ
وكان والدي قد جاوز السبعين خطوتين وانحنى
فدخل البياض في سواد عينه
لكنه ما انفكّ يعشق النساءَ
والطيور والصلاة
لا يمكن النظر إلى ديوان الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين "النازلون على الريح" إلا باعتباره سيرة كاملة يقيم الشاعر فيها داخل علائق ثنائية ترتبط بالغرائبي الطقسي والأسطوري المرجعي والغيبي المقدس، الذي تتأطر صوره لتتفتح على التاريخ المجتمعي والشخصي للشاعر عبر رؤيات متعددة الإشارة والتخليق. إن نص الشاعر شمس الدين يختصر منظومة كونية شعرية خارج حدود التأويل ووظائفه، ويتمظهر ذلك في الإحالات النصية وتشظيها في الفضاء التداولي للغة وفاعليتها التشغيرية. نقرأ له قصيدة بعنوان "طلل":
"طللٌ على جبلٍ، وكان غرابُهُ / يبكي فيضحك شقفُهُ وترابُهُ ، عزفتْ عليه الجنُّ بعض غنائها / فتمازجتْ أعراسُهُ وخرابهُ ، ومشتْ عليه الريحُ مشيةَ خائفٍ / فتخلعتْ من حسرةٍ أبوابهُ ، سئم المغني "دار عبلة والجوا" / وتقطعت في صوته أسبابُهُ ، ولعله ألقى ربابة حزنِه / ورماهُ فوق الناطحاتِ سحابُهْ".
ثمة علاقة بين المنظور اللغوي واللامنظور في هذا النص، إن جيولوجيا الشعرية في هذا النص تقع بين منظومات الإنزياحات في المعاني ومنظومة الأنزياحات في الخطاب اللغوي، بين الإشتغال على الطقسية الميثولوجية وبين توكيد الزمن الماضي والتاريخي وكل ذلك في حركة دائرية تتكامل للتعبير عن وعي الشاعر وتخليقه الشعري.
يضم الديوان قصائد متنوعة تتوزع على بحور الشعر العربي الموزون والمقفى، والشعر العربي الحر وقصيدة النثر انتظمت في أربع مجموعات هي: 1- آلات الفجر، 2- جهات إضافية، 3- مجاز، 4- بيارق على الريح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد