«لم يلد ذكراً لم يلد أنثى» ديوان للشاعر أدهم الدمشقي، صادر عن دار الآداب. تحار في الوصف، أهو ديوان شعر يروي سيرة حياة، أم هو سيرة ذاتيّة نسجت بروح عبثيّة سوريالية، تماماً كلوحة الغلاف الأماميّة التي تجسّد عصفوراً على لوحة رسّام، يطلق صرخة في وجه السماء؟ وفي أسفل اللوحة...
«لم يلد ذكراً لم يلد أنثى» ديوان للشاعر أدهم الدمشقي، صادر عن دار الآداب. تحار في الوصف، أهو ديوان شعر يروي سيرة حياة، أم هو سيرة ذاتيّة نسجت بروح عبثيّة سوريالية، تماماً كلوحة الغلاف الأماميّة التي تجسّد عصفوراً على لوحة رسّام، يطلق صرخة في وجه السماء؟ وفي أسفل اللوحة دوائر تحمل ارقاماً في دائرة الحياة الكبرى. وتتجدّد هذه الأرقام في الغلاف الخلفيّ للديوان ما يطرح غير علامة استفهام حول الغائيّة منها، وتبقى الأسئلة بلا جواب.تبقى الإشكاليّة الأبرز في عنوان الكتاب الذي يبدأ بلم الجازمة التي تنفي مرتين فعل الولادة. أهناك في الوجود ولادة غير ولادة الذكر والأنثى؟ وما هو الجنس الثالث الذي يمكن أن تكون ولادته؟ وهذا الجنس الثالث يعيدنا في تناص غير مقصود إلى كتاب الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار «الجنس الثالث».
ولعلّنا نرى في نفي الولادة تناصاً والقرآن الكريم إذ يقول عن الله: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد. (سورة الإخلاص، 112، آيات 2-4). ونبقى في العنوان باحثين عن مرجعيّة الضمير الغائب الذي يعود إليه فاعل يلد. لا يشي العنوان بأية مرجعيّة ونتساءل: أهو أبو الشاعر، أم الشاعر نفسه في تصدّيه للحياة بما فيها من عقم وموت.