عصرنا الحاضر عصر المعرفة الرقمية، والثورة في وسائل الاتصالات، له انعكاساته على اللغة والأدب شعراً ونثراً. فاختلاف الوسيط بين المرسِل منتج الخطاب ومتلقيه؛ أنتج أدباً يستفيد من معطيات التقنية الحديثة في تشكيله الفني، ولغته التعبيرية، وجماليات تلقّيه.وكان من أهم المظاهر...
عصرنا الحاضر عصر المعرفة الرقمية، والثورة في وسائل الاتصالات، له انعكاساته على اللغة والأدب شعراً ونثراً. فاختلاف الوسيط بين المرسِل منتج الخطاب ومتلقيه؛ أنتج أدباً يستفيد من معطيات التقنية الحديثة في تشكيله الفني، ولغته التعبيرية، وجماليات تلقّيه. وكان من أهم المظاهر اللافتة في هذا التأثير هو استقطاب موقع تويتر (Twitter) للأدباء شعراء وناثرين، يدونون أدباً وجيزاً لا يتجاوز كمّه اللغوي 140 حرفاً يسمى تقنياً بالتغريدة. وهذه التغريدات هي ما أسميته في العنوان بـ "الأشكال الأدبية الوجيزة"، وهي نمط من النصوص القصيرة عُرفت منذ القدم في الأدب العربي والآداب الأجنبية، وليست من معطيات الأدب الحديث، ولا ثمرة من ثمار العصر الرقمي، وثورة الاتصالات. الفارق فقط هو أنها في تويتر محدودة أو مخنوقة بعدد معين من الكلمات، أمّا في التدوين الورقي فهي شكل قصير قد يكون جملة بالمعنى النحوي، أو عدة جمل أو بضعة سطور لا تتجاوز نصف صفحة. ومع التسليم بهذا لا ننفي تأثيرات التقنية التي تتمثّل في رواجها، وفي جماليات تلقيها. فهي عندما تصلنا عبر الوسيط الشفاهي أو الطباعي تختلف عن تلقّيها عبر الوسيط الرقمي الذي منح المتلقي سلطة، وحضوراً فاعلاً في البنية اللغوية إذ يعوّل المؤلف عليه في بناء المعنى، وتشكل فاعلية القراءة المهمة المركزية التي يبذلها القارئ في تويتر.