لم تحظَ سلعة بالاهتمام من قبل السياسيين والاقتصاديين ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية ومراكز الأبحاث والرأي العام ما حظي به النفط طوال القرن العشرين. ويعود ذلك إلى دور النفط في النمو والرفاه الاقتصادي والاجتماعي وفي العلاقات بين الدول والشعوب. لذلك أسبغت عليه عدة أوصاف...
لم تحظَ سلعة بالاهتمام من قبل السياسيين والاقتصاديين ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية ومراكز الأبحاث والرأي العام ما حظي به النفط طوال القرن العشرين. ويعود ذلك إلى دور النفط في النمو والرفاه الاقتصادي والاجتماعي وفي العلاقات بين الدول والشعوب. لذلك أسبغت عليه عدة أوصاف كالذهب الأسود والسلعة الاستراتيجية ،واعتُبر حيناً نعمة للدول المنتجة له وأحياناً نقمة ومدعاة للأطماع والتوترات والنزاعات السياسية. وقد تطور دوره وهيكلة أسواقه والفاعلين في علاقاته عبر الزمن، إذ أن علاقات عصره الذهبي في القرن العشرين تعرضت لتحديات وتغيرات تفاعلت لتُنتج مسارات اقتصادية واجتماعية وسياسية وتقنية وبيئية في القرن الحادي والعشرين تُضعِف من دوره في منظومة الطاقة والاقتصاد العالميَّين. إن ما ورثه النفط من علاقات في القرن الماضي والتحديات التي تواجه صناعته وأسواقه ودوله المنتجة في القرن الحالي يفرض خيارات لديها تختلف عمّا واجهته طوال تاريخها، وهذا ما يهدف الكتاب إلى إيضاحه من خلال تتبُّع أسواق النفط وعلاقاته منذ اكتشافه تجارياً حتى الآن.