يضمُّ هذا الكتاب بين دفتيه مقدمة وأربع قصص بوليسية كتبها فرناندو بيسوا باللغة الإنجليزية بين سنتي 1906 و1907، كما يتضمن نصّاً نظرياً حول جنس القصة البوليسية كتبه في الفترة نفسها. وقد صدرت هذه النصوص لأول مرة سنة 2012 محقَّقةً من قِبل الباحثة البرتغالية آنا ماريا فرِيتاش التي...
يضمُّ هذا الكتاب بين دفتيه مقدمة وأربع قصص بوليسية كتبها فرناندو بيسوا باللغة الإنجليزية بين سنتي 1906 و1907، كما يتضمن نصّاً نظرياً حول جنس القصة البوليسية كتبه في الفترة نفسها. وقد صدرت هذه النصوص لأول مرة سنة 2012 محقَّقةً من قِبل الباحثة البرتغالية آنا ماريا فرِيتاش التي قامت بتوثيقها وترتيبها وفقاً لخصوصيات مسوّدات الكاتب التي توجد في المكتبة الوطنية البرتغالية في لشبونة.
وفي المقدمة يضع بيسوا بورتريهاً متكاملاً لشخصية المفتش ويليام باينغ الذي يحقِّق في مختلف القضايا التي تظهر في هذه القصص، ويمثل هذا الرقيب السابق رجلَ التحري الذي يشكِّل الخيط الرابط بين قضاياها وإشكالياتها. شخصيتُه مزيج من العبقرية والصراحة، وتجسيد لقوة الاستنتاج المنطقي، المبني على التخمين المجرّد الذي يضاهي أصعب ألعاب السيرك وأكثرها تعقيداً.
أما في النص النظري الذي وضعه بيسوا تحت عنوان "القصة البوليسية"، فتبرز نظرته الخاصة لهذا الجنس الأدبي من خلال قراءاته المتنوعة وذوقه المتميِّز. وتنم آراؤه في هذه الدراسة غير المسبوقة في تاريخ الأدب البرتغالي عن تعطُّش الكاتب للجديد ورغبته في اقتحام آفاق إبداعية أكثر رحابة، كما تكشف عن معرفته العميقة بكُتّاب هذا النوع من النصوص وتقديره لجنس أدبي لم يكن يحظى وقتئذٍ باحترام الأدباء والنقّاد من أبناء جيله.