تُعدُّ رواية "شيء من الهواء المنعش"، بما تتضمن من هَزَل ومرح، من أمتع ماألّفه جورج أورويل. كتبها في مراكش حيث كان يقضي فترة نقاهة إثر إصابته في الحرب الأهلية الإسبانية،ونشرها سنة 1939. تدور أحداثها حول حياة جورج بولينغ، رجل أربعيني يعيشُ أزمة منتصف العمر، خائفاً من اندلاع حرب...
تُعدُّ رواية "شيء من الهواء المنعش"، بما تتضمن من هَزَل ومرح، من أمتع ماألّفه جورج أورويل. كتبها في مراكش حيث كان يقضي فترة نقاهة إثر إصابته في الحرب الأهلية الإسبانية،ونشرها سنة 1939. تدور أحداثها حول حياة جورج بولينغ، رجل أربعيني يعيشُ أزمة منتصف العمر، خائفاً من اندلاع حرب وشيكة ومن طغيان الأنظمة الاستبدادية.
يطمح هذا الموظف البسيط، المتزوِّج منذ خمس عشرة سنة من امرأة لا يحبها، والأب لطفلَين جاحدَين،إلى استنشاق "شيء من الهواء المنعش". هكذا ينطلق، هارباً من الرتابة، باحثاً عن الزمن الضائع، إلى الأمكنة التي قضى فيها طفولته، فيشاركنا انطباعاته عن الماضي والحاضر،مثيراً مشاعرنا بصدقه، ويدعونا إلى التأمُّل والتفكير، كما هي الحال دائماًعند أورويل.
لا تكمن أهمية هذه الرواية المدهشة بحداثتها في أسلوبها الـعميق فحسب، بل في قيمتها التنبؤية أيضاً، إذ حملت بين طيّاتها بذور "َ1984"، العمل الذي يُعتبر، من دون منازع، رائعة أورويل الخالدة. فقد كشفَ الكاتب في مراسلاته لبعض أصدقائه، خلال تأليفه لـ"شيء من الهواء المنعش"، أن فكرة رواية أخرى خطرت له، رواية ستلفت إليها الأنظار... ليته عرف كم كان محقّاً!