شارك هذا الكتاب
تزممارت: الزنزانة رقم 10
(0.00)
الوصف
لما تواجهنا وأصبح كل واحد منا على مرمى خطوة من الآخر، وقفتُ، ووقَفت، فتحت عينيها تنظر إليّ كالمصعوقة، حاولت أن أبتسم، فجمعت شتات عقلي وقلت في دفعة واحدة بصوت خرج مبحوحاً من شدة الإختناق: حبيبتي أمي... كيف أنت؟... صرخت المسكينة صرخة واحدة جرحت من شدة حدتها أذن الفجر المتنفس،...

لما تواجهنا وأصبح كل واحد منا على مرمى خطوة من الآخر، وقفتُ، ووقَفت، فتحت عينيها تنظر إليّ كالمصعوقة، حاولت أن أبتسم، فجمعت شتات عقلي وقلت في دفعة واحدة بصوت خرج مبحوحاً من شدة الإختناق: حبيبتي أمي... كيف أنت؟...
صرخت المسكينة صرخة واحدة جرحت من شدة حدتها أذن الفجر المتنفس، وهتفت وهي تشهق في بكاء مثير ملتاع: ولدي... ولدي... أحمد...
ارتمت في أحضاني وعانقتني بكل ما أوتيت من قوة وهي تنوح وتئن وتتوجع غير عابئة بتوسلات إخواني وهم يناشدونها باكين أن تئوب إلى رشدها كي لا تزيد في محنة قلبها.
مضى ما يقرب عن عقدين من الزمن والسلطات المغربية تنكر بشدة وجود معتقل للموت البطيء على أرضها في تخوم الصحراء يسمى تزممارت، في دياجير تلك الربوع الظلامية الرهيبة، دفن أحياء ثمانية وخمسون ضابطاً وضابط صف لضلوعهم عن غير قصد في محاولتين إنقلابيتين فاشلتين (أحداث الصخيرات يوم 10 تموز/ يوليو 1971، وأحداث طائرة البوينغ الملكية يوم 16 آب / غشت 1972).
بعد إعتقال مرير في ظروف مروعة جهنمية دامت ما يفوق عن ثمانية وعشرين سنة، ألقت تزممارت أخيراً ما بجوفها، فقذفت بثمانية وعشرين إلى الخارج وهم نصف أحياء، واحتفظت في أحشاء رمالها باثنين وثلاثين ضحية.
الملازم أحمد المرزوقي، ساكن الزنزانة رقم 10 يشهد باسم أصدقائه الناجين والراحلين.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789953685724
سنة النشر: 2012
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 446
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين