رواية العميان قصةٌ فيها من الإمتاع ما يشدُّك لأن تأنَسَ شخصياتها المغامِرة، نجد فيها شخصيَّة "الرَّاوية" الممتعة التي تثير لديك الفضول لتعرف أكثر عن الآتي من الأحداث، فتستفز سامعيها بأسلوبها المشوِّق كأنها تُشركُهم في صناعة الحدث، كما يجتمع الطَّيش والقوة والطرافة...
رواية العميان قصةٌ فيها من الإمتاع ما يشدُّك لأن تأنَسَ شخصياتها المغامِرة، نجد فيها شخصيَّة "الرَّاوية" الممتعة التي تثير لديك الفضول لتعرف أكثر عن الآتي من الأحداث، فتستفز سامعيها بأسلوبها المشوِّق كأنها تُشركُهم في صناعة الحدث، كما يجتمع الطَّيش والقوة والطرافة والظُّرف في تصرُّفات مجموعة من الناس تدور حولهم الرواية، وهم "العميان"، فهم الفاقدون لحاسة البصر لكن لديهم قدرات تعوِّض البصر وتفوقه أحياناً.
"أدرك الأعميان، الفاسي والمرّاكشي، من إشتباك عصاة أحدهما بعصاة الآخر، في لحظة الهدنة، أنّ كلّ واحدٍ منهما قد قابل ندّه، تعرّف أحدهما إلى الآخر وسط أنين الجرحى، فتهامسا بلومٍ خفيضٍ، وحين بدءا يتجادلان، طمس بقيّة العميان أنينهم ولواعجهم كي ينصتوا إلى أوامر الحكيمين الخصيمين، وإذ بدا عليهما ارتباكٌ من خلال نبراتهما الصّوتية المتقطّعة، أمسكا حين أحسّا حضور شخصٍ زائدٍ".
"كانت زهراء، حينئذٍ، قد وصلت إلى موضع الشّجار الدّامي،... مع حضور زهراء عند ذاك المغيب المبكّر، وسط باحة الوليّ الصّالح، ذلك اليوم، حيث كان العميان قد أوسعوا بعضهم بعضاً ضرباً وخدشاً ودغدغةً ورفساً، كان الحديث الصّغير ذاك مفتاحاً غريباً لإنجاز ما يشبه التّوافق داخل ذاك الأنين العميق، التّوافق الذي لم يهتد إليه البصراء، لإنزياح بصيرتهم عن موضع الحكمة".