"قررت أن أكتب مذكراتي أو يومياتي أو أهم أحداث حياتي، "لم أجد لما أكتبه اسماً"، وفيها أردت خلق لغة تخصني تعبر عني، عن نفسي وروحي وجسدي وأحراشي وأدغالي، غابتي السرية التي لم يقتحم وحشيتها وأدغالها وبراءتها أحد بصدق من دون خوف أو محاذير، وبطريقتي التي ربما قد تكون صريحة لدرجة...
"قررت أن أكتب مذكراتي أو يومياتي أو أهم أحداث حياتي، "لم أجد لما أكتبه اسماً"، وفيها أردت خلق لغة تخصني تعبر عني، عن نفسي وروحي وجسدي وأحراشي وأدغالي، غابتي السرية التي لم يقتحم وحشيتها وأدغالها وبراءتها أحد بصدق من دون خوف أو محاذير، وبطريقتي التي ربما قد تكون صريحة لدرجة الفجاجة لكنها صادقة أيضاً.
هذه الأوراق هي الصدق الوحيد مع نفسي الذي عشته، لقد مللت من الأكاذيب وصرت حزينة حتى الموت من عجزي، الكتابة عندي هي فعل العاجزين، أنا أكتب لأنني لا أعرف كيف أشرك الآخرين في وجعي الخاص..
الكتابة سبيلي للتوازن مع هذا العالم المختل والفوضوي وغير المعقول.. إنها سبيلي لترتيبه وخلق نوع من المنطق والانسجام المستحيلين فيه".
الغابة السرية، رواية تجتمع فيها الرغبة مع المغامرة في رحلة واحدة، تحاول فيها "درية" أن تتحدى الواقع بقوة الحلم، لكن الشجاعة لا تكفي لتغيير مجرى الزمن، لذلك بدت لها الحياة مجموعة أوهام، أولها الحرية وآخرها الوطن، وبالنتيجة فإن الجغرافيا التي حاولت أن تضع نفسها فيها بقيت مجهولة، حتى أنها أحست بالعبثية أخيراً نتيجة صدماتها المتكررة في تلبية جموح طموحاتها، حاولت أن تعيش الواقع كما هو، لعلها تقنع، لكنها فضلت في النهاية أن تبقى نفسها في دنيا السؤال.
والجدير بالذكر أن هذه الرواية قد حازت على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي.