رصد حركة الخطاب في السرديات الحديثة يمكن أن يؤدي إلى تلمس إشتغالات السرد بالتجارب الحية وإعادة تمثيلها وفق آليات السرد، ولا تصبح للخطابات بنزعاتها المتعددة، دينية أو إجتماعية، فاعلية على نحو يمثل المكاشفة إلا في سياق السرد، فهي خطابات تموج بها المتغيرات في واقع إعتباطي لا...
رصد حركة الخطاب في السرديات الحديثة يمكن أن يؤدي إلى تلمس إشتغالات السرد بالتجارب الحية وإعادة تمثيلها وفق آليات السرد، ولا تصبح للخطابات بنزعاتها المتعددة، دينية أو إجتماعية، فاعلية على نحو يمثل المكاشفة إلا في سياق السرد، فهي خطابات تموج بها المتغيرات في واقع إعتباطي لا تملك له بدءاً ولا خاتمة، بينما توظيف الخطابات في المسرودات المختلفة، رواية أو قصة أو مسرحية، يجعلها تأخذ شكل الحضور في خلفية التكوين النصي، محرضة على التأمل ومراجعة القول فيها.
في هذا الكتاب مقاربات لمجموعة من الخطابات التي تشكل مادة خصبة لبروز إنتقادات ومراجعات للأفكار السائدة، أو محاولة تبني تأويلات مغايرة لمنطوقات النص، وتأخذ هذه المقاربات بعين الإعتبار تضافر شكل المسرود مع مضمونه لكشف آليات تخفي الخطاب، مؤكدة أن الخطاب يتشكل بالرمز مثلما يتشكل بالفكرة.
غير أن الخطاب في مجمله مضمر تتضح معالمه بالتأويل الذي يلامس المستحيل في النص، فالخطاب ليس مبذولاً للتفسير الآني، بل يحتاج لمعالجة ترصد، وتقارن، وتقارب، وتستنبط، ثم تبني تصوراً للنص غير سائد لدى القراءات الظاهرة.