سعيا منا إلى التفكير في الخطاب العربي المعاصر الذي يعالج مسائل التاريخ، و حرصا على تحليل أليات الفكر العربي الحديث في تأويل الماضي و العقل التراثي، عمدنا إلى كتابات بعض المفكرين المغاربة المعاصرين نتدبر أراءهم و مناهجهم و رهاناتهم بالتقصي و النقد في نزوع منا إلى تكوين مشهد...
سعيا منا إلى التفكير في الخطاب العربي المعاصر الذي يعالج مسائل التاريخ، و حرصا على تحليل أليات الفكر العربي الحديث في تأويل الماضي و العقل التراثي، عمدنا إلى كتابات بعض المفكرين المغاربة المعاصرين نتدبر أراءهم و مناهجهم و رهاناتهم بالتقصي و النقد في نزوع منا إلى تكوين مشهد عام عن الخطاب التحديثي في الفكر العربي المعاصر، فلعل ذلك يكون المسوغ الأول لطرح موضوع "تأويل التاريخ العربي عند بعض المفكرين المغاربة المعاصرين". و القارئ لعنوان المبحث تستوقفه لا شك جملة من الإحراجات التي يثيرها الموضوع و يبدو له العنوان من أول وهلة إشكاليا من وجوه.
لماذا نتحدث عن تأويل التاريخ والحال أن كتابة التاريخ فعل تأويلي بالضرورة؟ اليس التأويل بداهة من بداهات العقل البشري المؤمن أبدا بثنائية الظاهر والباطن؟ السنا نعتقد بان كل ظاهرة لها وجه وقفا أو سطح وقاع؟ فهل نعني بالتأويل التاريخي بالغوص إلى الأعماق بتجاوز العوارض أم نهدف إلى معنى أخر؟