-
/ عربي / USD
يضعنا هذا الكتاب في زودياك (دائرة بروج) أدبي نادر لوادي الرافدين وما دار في فلكه من شعراء وأدباء وكهنة ونسّاخين وعرّافين وسحرةٍ وأنبياء وعازفين.
هناك اثنا عشر برجاً أدبياً، جمعت في مباخرها رُقماً طينية ومخطوطات عتيقة ودارت حول النهرين تعطرهما بنصوص (سومرية وأكدية وبابلية وآشورية وآرامية وسريانية ومندائية ومانوية وحرّانية وإيزيدية ونبطية وحيرية).
يضعنا المؤلف أمام مشهد أدبي باذخ، غير الذي اعتدناه، في النظر المبتسر والسريع للأدب في العراق القديم، وهو يجمع شظايا مشهد كان على وشك الإختزال ثم الإندثار، لكن يد (إنكي) الحانية التي استخدمها المؤلف في جمع وكتابة إرث إنكي (سيد الكتابة والإبداع في الآداب والفنون) مكّنته من إعطائنا كل هذا الدفق الوافر.
هذا كتاب سيبقى، لزمن طويل، مرجعاً أساسياً في آداب العالم القديم يتقصّى شذرات الروح والجسد في مخاضها الأول وهي تصنع لنا ملاحمَ وأدياناً وقصائد وأغانيَ وأناشيد وتراتيل ومراثيَ تستحق أن نسميها كتاب إنكي.
في هذا الجزء الأول وضع المؤلف أجناسيةً جديدةً لأدب وادي الرافدين ثم تناول الدراما والأساطير والفنون في عصور ما قبل التاريخ، وبعدها توغل عميقاً في أجناس الأدب (السومري والأكدي والبابلي والآشوري والآرامي) وأنواعه التي شكلت نسيجاً متميزاً من أدب الرُّقم الطينية منذ بداية العصور التاريخية وحتى نهاية القرن السادس قبل الميلاد.
أما الجزء الثاني من كتاب إنكي يتناول أدب مرحلة أهملها جميع الكتاب العرب والغربيين، قاطعين إياها عن الإمتداد الحيوي اللاحق لأدب سومر وأكد وبابل وآشور، وقد كان ضباب الإحتلال السياسي والعسكري لبلاد وادي الرافدين قد جعلهم يغضون الطرف عنها، لكنها مرحلة زمنية تمتد لأكثر من 1000 سنة وتحفل بالنصوص الغنوصية والتوحيدية بشكل زاخر، فقد تناول هذا الجزء الآداب (الآرامية والمندائية والسريانية والمانوية والحرّانية والإيزيدية والنبطية والحيرية)، وهي صفحات مهملة من صفحات الروح الرافديني الذي ظل يجوب العالم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد