"في هذه الليلة ستسقط الأقنعة. هكذا فكر دين بعد أن أشعل لفافة حشيش واشترى ثلاث زجاجات من النبيذ الأحمر وانطلق إلى ملاقاة ماريّا. كان قلبه يدق شوقًا إليها ومخيّلته تستعيد أسعد اللحظات الرومانسية التي عاشها في حياته.إنها بحاجة إليه لكي يخرجها من التعاسة التي تزجّ بها ذاتها...
"في هذه الليلة ستسقط الأقنعة. هكذا فكر دين بعد أن أشعل لفافة حشيش واشترى ثلاث زجاجات من النبيذ الأحمر وانطلق إلى ملاقاة ماريّا. كان قلبه يدق شوقًا إليها ومخيّلته تستعيد أسعد اللحظات الرومانسية التي عاشها في حياته.
إنها بحاجة إليه لكي يخرجها من التعاسة التي تزجّ بها ذاتها نتيجة فشلها في تحقيق الطموحات الكبيرة التي تسعى إليها. هل تجد ماريّا لذة مازوشية في تعذيب نفسها من أهدافٍ عالية تتخطى قدراتها؟...
باكتشاف ماريّا، اكتشف دين نفسه وتحركت عواطف وأحاسيس لم يعهد وجودها في أعماقه. اغتبط بوجود ماريّا بين ذراعيه حتى الثمالة؛ وشعر بنشوة تفوق بلذتها نشوة المخدرات. إنها ماريّا! ماريّا المرأة المثيرة والدافئة، هي وحدها التي فعلت له كل ذلك".
دين وآيجي وماريا نماذج من شباب متعلم، وهم أبناء الطبقة المخملية في مجتمع نامٍ، الذين ينجرفون وراء الملذات والمتع الزائفة من المخدرات والسهر وغيرها، بحيث لم تعد لديهم القدرة على التفكير بطموحات كبرى قد تراودهم، ولا حتى يتعِبون أنفسهم بالكدّ لتغيير واقعهم. فالرسالة التي تحاول الروائية شازية عمر أن توصلها، وهي المتخصصة بعلم النفس الاجتماعي، أن الأمل بمجتمع أفضل، في البلدان الفقيرة، يأتي من الفئات الشابة الميسورة، في حين أن هؤلاء قد اختاروا أن يتخلوا عن مسئولياتهم تجاه المجتمع ويتّبعوا ملذاتهم الخاصة وحاجاتهم الفردية التافهة.