-
/ عربي / USD
القرآن نص لغوي يمكن أن نصفه بأنه يمثل في تاريخ الثقافة العربية نصاً محورياً. وليس من قبيل التبسيط أن نصف الحضارة العربية الإسلامية بأنها حضارة "النص"، بمعنى أنها حضارة انبنت أسسها وقامت علومها وثقافتها على أساس لا يمكن تجاهل مركز "النص" فيه، وليس معنى ذلك أن "النص" بمفرده هو الذي أنشأ الحضارة، فإن "النص" أياً كان لا ينشئ حضارة ولا يقيم علوماً وثقافة، إن الذي أنشأ الحضارة وأقام الثقافة جدل الإنسان مع الواقع من جهة، وحواره مع "النص" من جهة أخرى.
إن تفاعل الإنسان مع الواقع وجدله معه – بكل ما ينتظم في هذا الواقع من أبنية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية – هو الذي ينشىء الحضارة. وللقرآن في حضارتنا دور ثقافي لا يمكن تجاهله في تشكيل ملامح هذه الحضارة وفي تحديد طبيعة علومها.
وإذا صح لنا بكثير من التبسيط أن نختزل الحضارة في بعد واحد من أبعادها لصح لنا أن نقول إن الحضارة المصرية القديمة هي حضارة "ما بعد الموت"، وإن الحضارة اليونانية هي حضارة "العقل". أما الحضارة العربية الإسلامية، فهي حضارة "النص".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد