أصبح مفهوم "الوسطية" مفهوماً مركزياً في الثقافة الإسلامية منذ أن صاغه الإمام الشافعي في القرن الثاني الهجري صياغة إيديولوجية. وفي هذا الكتاب يقدم الدكتور نصر حامد أبو زيد قراءة جديدة تبدأ من تحليل النصوص التي استند إليها الشافعي، معارضاً رؤية الشافعي لتلك النصوص، حيث دفعت...
أصبح مفهوم "الوسطية" مفهوماً مركزياً في الثقافة الإسلامية منذ أن صاغه الإمام الشافعي في القرن الثاني الهجري صياغة إيديولوجية.
وفي هذا الكتاب يقدم الدكتور نصر حامد أبو زيد قراءة جديدة تبدأ من تحليل النصوص التي استند إليها الشافعي، معارضاً رؤية الشافعي لتلك النصوص، حيث دفعت العقل العربي الإسلامي، للاعتماد على "سلطة النصوص" بعد أن تمت صياغة الذاكرة في عصر التدوين -عصر الشافعي- طبقاً لآليات الاسترجاع والترديد وتحولت الاتجاهات الأخرى: الاعتزال والفلسفة العقلية إلى اتجاهات هامشية.
لذلك فإن قراءة الدكتور أبو زيد لمفهوم الوسطية تهدف ليس إلى التحرر من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق حرية الإنسان وحقه في إعادة الفهم والقراءة وفقاً لأدوات عصره وزمانه.