باتت الهويات الصغرى وحروبها في عالمنا العربي اليوم شؤماً على المواطن بصورة عامة؛ وحتى على أصحاب تلك الهويات بصورة عامة، والكاتب إلى هذا يشير في كتابه هذا، وفي أكثر من موضع، إلى ما أحدثته الحزبية الإقصائية بكل أشكالها الدينية والإيديولوجية والقافية، وهو يعني بذلك تلك...
باتت الهويات الصغرى وحروبها في عالمنا العربي اليوم شؤماً على المواطن بصورة عامة؛ وحتى على أصحاب تلك الهويات بصورة عامة، والكاتب إلى هذا يشير في كتابه هذا، وفي أكثر من موضع، إلى ما أحدثته الحزبية الإقصائية بكل أشكالها الدينية والإيديولوجية والقافية، وهو يعني بذلك تلك التشكلات الإجتماعية القائمة على مبدأ معين والمسجونة فيه، إلى درجة تجبر كل العالم أن تكون رهينة له. وفي كتابه هذا الذي جاء على شكل مقالات يحاول الكاتب تسليط الضوء على بعض هذه الأحزاب التي تنضوي تحتها مسميات مختلفة شاعت في يومنا هذا إبتداء من التيارات الدينية والفكرية والسياسية والإجتماعية والتي تبيج لنفسها الإعتداء على الفكر الآخر ومحاولة إلغائه. يسعى الكاتب ومن خلال أسلوب نقدي بناء إلى بيان كيفية مقاومة هذه الحزبية ذات المحتوى التجزيئي الهدام وآلية التصدي لتصنيفاتها الإعتباطية، وقد كتب في إحدى مقالاته وتحت عنوان "نظرية المؤامرة... طبعة جديدة" ما يلي: الحديث عن نظرية المؤامرة لا يخلو دوماً من مؤامرة ضد الذين يروجونها أو دعماً لهم!..