حين كان العناصر يعودون في آخر الليل من القسم 14، ويدخلون المهاجع ثملين هدّهم التعب، وتعلو أجسادهم علامات الفراغ، كنت أراقب ارتماءهم واحدًا واحدًا على أسرتهم المصطفة على جانبي كل مهجع، كأن سلاحًا رشاشًا في آخر الممر يفتح النار عليهم فيتساقطون تباعًا، وما هي إلا لحظات حتى...
حين كان العناصر يعودون في آخر الليل من القسم 14، ويدخلون المهاجع ثملين هدّهم التعب، وتعلو أجسادهم علامات الفراغ، كنت أراقب ارتماءهم واحدًا واحدًا على أسرتهم المصطفة على جانبي كل مهجع، كأن سلاحًا رشاشًا في آخر الممر يفتح النار عليهم فيتساقطون تباعًا، وما هي إلا لحظات حتى أبدأ بتخيّل ليلتهم الأسبوعيّة الحافلة، وأركّب من روائحهم وهزالهم وعباراتهم البذيئة مشهدًا للقسم والغرف الداخليّة، كنت أحاول في كل مرة أن أنجو من كمين الرشاش الذي يودي بهم جميعًا.
عبّاد يحيى روائي من فلسطين، صدرت له عن المركز الثقافي العربي روايته الأولى ("رام الله الشقراء".)