عندما بدأ الحمل يعلن عن نفسه كانت ثريا لا تزال في الزوبعة، فقد قضت شهوراً متلاحقة من المعارك حتى اقتنعت أن الظفر بريتشارد سيكون إنجاز حياتها الأساسي، فإذا أضافت إليه مسلسلاً عاطفياً كانت تحلم بإنجازه للتلفزة، فإنها ستكون امرأة في غاية الوئام مع نفسها، وأثناء ذلك كانت تعيش...

عندما بدأ الحمل يعلن عن نفسه كانت ثريا لا تزال في الزوبعة، فقد قضت شهوراً متلاحقة من المعارك حتى اقتنعت أن الظفر بريتشارد سيكون إنجاز حياتها الأساسي، فإذا أضافت إليه مسلسلاً عاطفياً كانت تحلم بإنجازه للتلفزة، فإنها ستكون امرأة في غاية الوئام مع نفسها، وأثناء ذلك كانت تعيش مع الإنجليزي تجربة كثيفة لم تفِقْ منها لحظة واحدة لتفهم ما يحصل لها...
إلى أن تذكّرت أن شخصاً ما، اسمه عماد، مرَّ ذات يوم في حياتها. عند ذلك أخذتها نوبة شفقة غامضة تجاه نفسها، ما الذي حصل لها لتفقد إلى هذا الحدّ إحساسها بالزمن وبعلاقتها بالآخرين؟ هل هو الحب وحده ما قادها إلى هذه العتمة؟ أم أنّ خيطاً سابقاً على الحب كان يتمدد داخلها منتظراً حدثاً يقطع ما يصلها بالعالم، وقد أربكها أن تكون استسلمت بكل هذا الإذعان لملذّات حبّ عاصف، غير آبهة لما سيكون عليه الوضع لو استفاقت ذات يوم ولم تجد سوى الفراغ المخيف لما تبقى من الزوبعة. وابتداء من هذه اللحظة بدأت تنظر إلى ريتشارد نظرة مختلفة، مزيجاً من توجّس وهيام وحيرة، وتبعاً لذلك صارت تدقِّق كمحاسب مهووس، في كل تفاصيل العشق، فتخضع حركاتهما لتساؤلات مُعنِّفة، وتقحم تأويلات مجنونة في كل ما يفعلانه أو لا يفعلانه.