“اقترب منه أكثر ثم قال بهمس أجش:– أريدك أن تتخيل هذا: يقوم ابنك في الصباح، ويراك هنا، معلقا متدليا، كجثة متفحمة.انتفض بقوة فهز الشجرة التي تم تعليقه فيها، أمسكه الرجل ببرود أوتوماتيكي وهو يقبض على فكه فيكاد يكسره، يقترب منه أكثر، بنبرة الصوت اللامبالية نفسها:– تخيل ماذا...
“اقترب منه أكثر ثم قال بهمس أجش:
– أريدك أن تتخيل هذا: يقوم ابنك في الصباح، ويراك هنا، معلقا متدليا، كجثة متفحمة.
انتفض بقوة فهز الشجرة التي تم تعليقه فيها، أمسكه الرجل ببرود أوتوماتيكي وهو يقبض على فكه فيكاد يكسره، يقترب منه أكثر، بنبرة الصوت اللامبالية نفسها:
– تخيل ماذا سيفعل؟ كيف سينجو؟ ثمة أشياء ألعن بكثير من الموت، لو أن ابنك يموت مكانك لانتهى كل شيء بارتياح في لحظة من الألم. ولكنه سيعيش، هنا، في كل هذا الخواء المطلق من الضياع والتيه، سيمر بوحوش وثعابين ومدن تمتلئ بالشياطين، سيعطش أياما، سيجوع أياما، سيتآكل ببطء ثقيل، قطعة قطعة، سيشعر بكل ألم بكل وجع بكل فقد، ثم حينها فقط سيُسمح له أن يموت. كل هذا سيحدث: لأنك أنت ستموت. ”