الإمامة أو السياسة تفكير في جملة المبادئ والقواعد التي تنظم وضعاً اجتماعياً ما في لحظة معينة. وهنا فإن نقطة البدء عند من يفكر في الإمامة هي "الحاضر"، الذي قد ينطلق منه "الماضي" باحثاً فيه عما يؤسسه ويكرسه أو يخلخله ويزحزحه. أما "التاريخ" فهو قول عن الماضي بقصد العظة والاعتبار...
الإمامة أو السياسة تفكير في جملة المبادئ والقواعد التي تنظم وضعاً اجتماعياً ما في لحظة معينة. وهنا فإن نقطة البدء عند من يفكر في الإمامة هي "الحاضر"، الذي قد ينطلق منه "الماضي" باحثاً فيه عما يؤسسه ويكرسه أو يخلخله ويزحزحه. أما "التاريخ" فهو قول عن الماضي بقصد العظة والاعتبار في الأغلب. لكنه يبدو أن كل تفكير في الماضي هو تفكير في الحاضر أيضاً، وذلك من حيث إنه قد يستهدف، بدوره، إما تكريس هذا الحاضر أو زحزحته... وإذن فالإمامة تفكيرٌ في الحاضر غالباً ما يقصد الماضي، وذلك فيما التاريخ هو تفكيرٌ في الماضي دائماً ما يقصد الحاضر، ويبقى "المستقبل" بعداً غائباً عنهما معاً. لكنه يبدو أنه رغم اختلاف نقطتي البدء بينهما، فإن الحاضر يبتدي بوصفه قصدهما المشترك إما زحزحة أو تكريساً له. وليس من شك في أن الرابطة بينهما... تعني أن الواحد منهما يتأسس بالآخر ويؤسسه... ورغم العديد من الدراسات عن "الإمامة" فإن الأمر لم يتجاوز التفكير في جملة مسائلها الجزئية أو بعضها... أو عند فرقة كلامية محددة، ومن دون التطرق إلى التأمل في دلالة أشمل تتجاوز هذه الجزئيات، فتجعلها ذات مغزى يتخطى بها حدود كونها مجرد تشريع لكيفية ممارسة السياسة، إلى التشريع لبناء التصورات وبلورة المفاهيم. ورغم أن نقطة البدء في كل من الإمامة والتاريخ هي الحاضر والماضي... فإن الرابطة بينهما تتكشف - للمفارقة- من خلال المستقبل على نحو أساسي. إذ الحق أن الدور التأسيسي الذي تلعبه الإمامة في التاريخ يتبدى جوهرياً، من خلال ما يتضمنه التاريخ من تصور عن المستقبل. فقد بدا أن مواقف الفرقاء حول الإمامة قد تبلورت من الاختلاف حول تقييم ما جرى فيما يتعلق بإمامة الخلفاء الأربعة وما ترتب عليها...