اكتسب عصر النهضة أهمية وقيمة فكرية وتاريخية في الدراسات العربية الإسلامية الحديثة والمعاصرة، وذلك لكونه يمثل من جهة عصراً قريباً لعصرنا الراهن، يفصلنا عنه قرناً ونصف قرن من الزمن، ولكونه من جهة أخرى، يمثل عصراً من أجود عصورنا الحديثة، ويكفي دلالة على ذلك الوصف اللامع أو...
اكتسب عصر النهضة أهمية وقيمة فكرية وتاريخية في الدراسات العربية الإسلامية الحديثة والمعاصرة، وذلك لكونه يمثل من جهة عصراً قريباً لعصرنا الراهن، يفصلنا عنه قرناً ونصف قرن من الزمن، ولكونه من جهة أخرى، يمثل عصراً من أجود عصورنا الحديثة، ويكفي دلالة على ذلك الوصف اللامع أو الأوصاف اللامعة التي اكتسبها وعرف بها، وهي أوصاف النهضة واليقظة والإصلاح، إلى جانب أوصاف الإحياء والتجديد والتنوير، فهي الأوصاف التي ما زلنا نبحث عنها، ونفكِّر فيها، وهي شغلنا الشاغل، وهمنا الأكبر في وقتنا الحاضر. لهذا فنحن بحاجة دائمة ومستمرة إلى فتح الحديث عن هذا العصر، وتذكره، وضرورة الاقتراب منه، وتوثيق العلاقة معه، وتجديد الارتباط به، وإثارة الجدل والنقاش حوله، ليكون عصراً حاضراً في الذاكرة، وبعيداً عن الخفاء والنسيان، وذلك لما فيه من ملامح وعناصر تتسم بالحيوية والاستلهام. كما أنه العصر الذي تبلورت فيه ونضجت قضايا ومشكلات النهضة والإصلاح، التي ما زلنا ننشغل بها اليوم.