حرية التعبير أم مسؤولية التعبيرثنائية ليست خياراً، وفي تويتر يصبح المرء هو المالك المطلق لحريته، ولكنه سيكتشف تلقائياً أن غيره يملك حرية مماثلة، وهنا تتصارع الحريات، ولن يستقيم أمر الخطاب التويتري إلا بتوافق ركنَي المعنى الفلسفي الأولي لمفهوم الحرية، أي حرية التعبير...
حرية التعبير أم مسؤولية التعبير ثنائية ليست خياراً، وفي تويتر يصبح المرء هو المالك المطلق لحريته، ولكنه سيكتشف تلقائياً أن غيره يملك حرية مماثلة، وهنا تتصارع الحريات، ولن يستقيم أمر الخطاب التويتري إلا بتوافق ركنَي المعنى الفلسفي الأولي لمفهوم الحرية، أي حرية التعبير مرتبطة بمسؤولية التعبير. فأنت هنا لا تغرد وحدك لكنك ترسل تغريداتك وغيرك يشترك معك بالضرورة فيما ترسله من خطاب، كما أنه يرسل ويغرد بقدرة مماثلة لما عندك. ولذا صارت حرية التعبير في تويتر هي المزية والعيب معاً، فحرية هذا تحتكّ بحرية ذاك مباشرة ودون ضوابط مادية ولا زمنية، وهي فعالية تكشف عن تحول الخطاب من الورقة والصفحة إلى الإصبع والشاشة، وهذا اقتضى سرعة التفاعل حتى لتكون ضربة الإصبع أسرع من حركة الذهن ويسبق القول التفكير وينكشف المخبوء الذاتي دون رقيب حتى ليعجز الرقيب الذاتي عن التحكم بسرعة الإرسال، وهذا تغير نوعي عميق في تفاعلية الثقافة تبعه تكشف حالة الخطاب كمن يستحم في بيت زجاجي على شاشة من سمتها أنها كاشفة/ مكشوفة. هنا تأتي أسئلة تويتر بوصفها خطاباً تفاعلياً ونقدياً وبوصفها حقيقة (ما فوق تفاعلية)، وهو ما طرحناه في مباحث هذا الكتاب.