أريد أن أرى المعاني الصنعانية البديعة، أريدها أن تكون كلها في متناول يدي، أريد أن أراها في سلالٍ من الدّهْشة الحيّةِ، قَمَرِيّاتها اليانعة، التماع عينيها المشبّع بالعسل، أزِقّتها المأهولة بالأسرار وبالغمْزات التي تدوّي داخل الرّوح، كشكشة ملائكتِها تطرقُ سمعي، غُموضها...
أريد أن أرى المعاني الصنعانية البديعة، أريدها أن تكون كلها في متناول يدي، أريد أن أراها في سلالٍ من الدّهْشة الحيّةِ، قَمَرِيّاتها اليانعة، التماع عينيها المشبّع بالعسل، أزِقّتها المأهولة بالأسرار وبالغمْزات التي تدوّي داخل الرّوح، كشكشة ملائكتِها تطرقُ سمعي، غُموضها البضّ تخنُقُه ستارة صنعانيّة، أريدُ أنْ أنْفُذَ من رُخامِ حديثِها إلى بحّةِ التوتِ الغافي خلف كُحْلها، أريدُ أنْ أشْهَدَ مُخَاتلةَ الرّيح للأغاني الغافلة في صنعاء.. أريدُها أن تنْثالَ عليّ نسوةً ومآذنَ، عبقَ تاريخٍ، وصخبَ أزمنةٍ طريّة، أريدُها غيمةً بخورٍ عَدَنيّ، تُمْطرُني مزاهرَ وشمعداناتٍ وكعكاً، أريدُها زغاريدَ يُلْهِبُها جموحُ الحِنّا الحرَازي، نعاسَ بلقيس المعجون بالرّغبةِ يومَ النَّقْش، انفلاتَ شرْشفها بين الورد والياجور، اتكاءَ الحلم قربَ نَفِيْرِ شامَتِها، خشوعَ الذّنب منكسراً على سجاد خصلتها، بزوغَ المغفرة كالشمس من صنعاء إذا ابتسمتْ.. أريدُها كلَّ هذا وأكثر، مع قليل من الأصدقاء.