يُعدّ الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس من أهم الكتّاب العالمييـن في القرن العشرين من خلال قصصه ومقالاته وحواراته وقصائده، ذلك أنه استطاع استيعاب الموروث الإبداعي والفكري والفلسفي للحضارات المختلفة، حيث سبك كل المعارف التي تشرَّبها في سبيكة جديدة. فالمعرفة مختلفة...
يُعدّ الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس من أهم الكتّاب العالمييـن في القرن العشرين من خلال قصصه ومقالاته وحواراته وقصائده، ذلك أنه استطاع استيعاب الموروث الإبداعي والفكري والفلسفي للحضارات المختلفة، حيث سبك كل المعارف التي تشرَّبها في سبيكة جديدة. فالمعرفة مختلفة ومتنوعة لكنها تُسقى عنده بماء واحد: الخيال الخلَّاق.
إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى النموذج البورخيسي، فهو نموذج يشتبك مع أسئلة الراهن، وبخاصة سؤال الحوار الثقافي والحضاري بين الشعوب. فبورخيس من خلال أعماله القليلة، لكن العميقة، جسَّد حوار الحضارات، من خلال سفره الدائم والمستمر في ثقافات الشعوب، بطريقة ديمقراطية حيث ترك كل لغات العالم تتحاور وتتجاور في إبداعه. وقد كانت الحضارة العربية الإسلامية بالنسبة إليه ميراثاً أساسياً في الحضارة الكونية.
لقد سعيت في هذا الكتاب أن أجمع بين دفتيه مقالات كتبها بورخيس نفسه ومقالات كُتِبت حول أعماله وحوارات هي بمثابة مقاليد لفتح كنوز بورخيس، وسيجد القارئ اللبيب بين ثنايا الكتاب كيف أن كل كتاب يحمل نقيضه في داخله –والعهدة على بورخيس.