أصبح موضوع الجنس كما موضوع الجسد يأخذُ حيّزاً هاماً في الدراسات الفلسفية الأدبية والنفسية منذ زمن ليس بالقصير. وتحوّل الاهتمام بالجسد من مجرد آلة لتحويل العالم (العمل) وآلة للإنجاب إلى الجسد كطاقة ليبيدية تلعب دوراً مهماً في حياة الفرد. ومنذ أن اكتشف فرويد أن للاشعور الدور...
أصبح موضوع الجنس كما موضوع الجسد يأخذُ حيّزاً هاماً في الدراسات الفلسفية الأدبية والنفسية منذ زمن ليس بالقصير. وتحوّل الاهتمام بالجسد من مجرد آلة لتحويل العالم (العمل) وآلة للإنجاب إلى الجسد كطاقة ليبيدية تلعب دوراً مهماً في حياة الفرد. ومنذ أن اكتشف فرويد أن للاشعور الدور الحاسم في حياة وقرارت الفرد الإنسان، وأن اللاشعور بنية مستقلة تؤثر في الحياة الواعية للإنسان، تحول الاهتمام بالجسد من الشكل الذي رأيناه عليه أعلاه إلى موضوع للمتعة والمتخيل والإبداع. وقد أثار هذا الموضوع مخاوف واستيهامات نفسية، قد تصل في بعض الأحيان إلى حدّ المرض والهوس، ليست في الواقع إلا هذياناً يجدُ أساسه في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي. من هنا يكتسي عمل حسن إغلان أهميته. إنه يقودنا عبر التاريخ الديني والعقدي والفقهي، مستعيناً تارة بالفلسفة وأخرى بالأنثربولوجيا ليعرّي أصول هذا الخوف، بل كل المرويات التي يتداخل فيها الفقهي والسياسي والأدبي والفلسفي.