انتشر نموذج أ.ج. غريماس في حقل الدراسات السيميائية والنقدية بفضل كثير من الدراسات التي عملت على بَسط المفاهيم وتقديمها. ورغم هذا الانتشار، فإن النظرية لم يُقيَّد لها أن تُقدَّم إلى القارئ العربي من خلال ترجمة الأعمال التمثيلية الرئيسة التي تُقدِّمُ الأصول والأُسُس النظرية...
انتشر نموذج أ.ج. غريماس في حقل الدراسات السيميائية والنقدية بفضل كثير من الدراسات التي عملت على بَسط المفاهيم وتقديمها. ورغم هذا الانتشار، فإن النظرية لم يُقيَّد لها أن تُقدَّم إلى القارئ العربي من خلال ترجمة الأعمال التمثيلية الرئيسة التي تُقدِّمُ الأصول والأُسُس النظرية والتحليلات التطبيقية.
نهدفٌ في هذهالترجمة إلى تقديم سيميائيات السرد من خلال ترجمة النصوص التي تَتَّسم بالتمثيلية، حيث تقدِّم تصوراً شمولياًللنظرية، يقف عند المفاصل المعرفية الآتية:
-الأصول المعرفية التي غذّت هذه النظرية،لا سيما أنها تتميز بالتعدُّد والغنى؛ ذلك أنها تنهل من اللسانيات والمنطق والأنثروبولوجيا والدراسات الفلكلورية والعلوم البحثة وغيرها من الحقول.
- الأسُس النظرية التي يمثِّلها الجهاز المفاهيمي الذي صاغته السيميائيات من خلال نماذجها.
-كما قدمنا إلى جانب هذه النصوص النظرية دراسات تحليلية تبرِز مدى إجرائية هذه المفاهيم في علاقتها بالخطابات التي تناولتها.
وقد راعينا في اختيار هذه النصوص معايير التمثيلية ودينامية النظرية، حيث انصبَّ الاهتمام على ترجمة الأعمال المرجعية بالنسبة إلى المفاهيم المركزية التي سيُبنى عليها جسد النظرية، وخاصة النحو السردي الذي يُنظِّم كل المستويات التي يتمفصل حولها النموذج.
إن اختيار النصوص المترجمة لايرمي إلى رسم تطوُّر النظرية بصيغة أفقية وحسب، ولكن ارتكز الاختيار على تقديمها في بُعدها الدينامي، أي في تطورها من الاقتراحات الرئيسة الأولى التي صاغها أ.ج.غريماس في كتاب"علم الدلالة البنيوي" (1966)، إلى الاقتراحات التي غطّت مستويات المسار التوليدي في جانب التركيب السردي و الخطابي(السيميوطيقا: المعجم المُعقلن، 1979).
كما تُعد هذه الرؤية أيضاً المُوجِّه الرئيس لاختيار الدراسات التحليلية، فقد تَعدّدت مابين الدراسات التي تناولت الحكاية الشعبية إلى النصّ السردي المُتمثل في القصة القصيرة إلى مظهر خطابي من مظاهر الخطابات الاستهوائية.