-
/ عربي / USD
يتمتع الكافر (والجاهلي) في القرآن، وبحكم الفضاء الذي يتحرك فيه (الكفور والمجاهل) بفائض من الحرية الدينية (تعدد الآلهة) ومن الحرية السياسية (غياب السلطة السياسية) ومن الحرية الاجتماعية (غياب الشريعة والقيم) ومن الحرية الجنسية (التبرّج واللواط). لذلك شكّل النزوع نحو الحرية المطلقة التي تضاهي حرية الإنسان حالة الطبيعة في فلسفة العقد الاجتماعي، والسلوك الجوهري للكفار والجاهليين في القرآن.
ولمّا كان الكافر حرّاً حرية مطلقة فقد رأى الكون حرّاً لا رابط بين أجزائه ولا بين ساكنيه، كوناً بلا حدود وبلا ضوابط يتحرك كلّ جزء فيه بمفرده بمعزل عن الكلّ، ومن هنا سمّي الكافر مجرماً (الانفصال عن قيم المجتمع) وسمّي فاسقاً (الخروج عن الحدّ) ومنافقاً(غياب الضبط والانضباط: الدخول من باب والخروج من آخر)، وضالاً (التيه في فضاء بلا معالم وبلا حدود).. إلخ؛ ولذلك كان يستثقل الشريعة ويرفضها ويتحايل عليها(يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض)، وكان ينقض العهود، ويرتد عن كل التزاماته.. إلخ. إنّه في المحصلة يرفض منطق الدولة ويرفض الخضوع للدولة.
هؤلاء هم الذين شرّع القرآن جهادهم بالكلمة وبالسيف.وإنّ هذا الجهاد هو وحده الكفيل بإخراجهم من كفورهم وصحرائهم وإدخالهم التاريخ عبر الهجرة إلى المدينة حيث الشرائع وحيث الدولة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد